باب في فساد الخاصة وما جاء في علماء السوء وذكر افاتهم


تفسير

رقم الحديث : 227

وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوَيْهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ , قَالَ : " كَانَ يَخْتَلِفُ مَعَنَا رَجُلٌ إِلَى أَبِي ثَوْرٍ وَكَانَ ذَا سَمْتٍ وَخُشُوعٍ , فَكَانَ أَبُو ثَوْرٍ إِذَا رَآهُ جَمَعَ نَفْسَهُ وَضَمَّ أَطْرَافَهُ وَقَيَّدَ كَلامَهُ فَغَابَ عَنْ مَجْلِسِهِ مُدَّةً فَتَعَرَّفَ خَبَرَهُ , فَلَمْ يُوقَفْ لَهُ عَلَى أَثَرٍ ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمَجْلِسِ بَعْدَ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ وَقَدْ نَحَلَ جِسْمُهُ وَشَحَبَ لَوْنُهُ وَعَلَى إِحْدَى عَيْنَيْهِ قِطْعَةُ شَمْعٍ قَدْ أَلْصَقَهَا بِهَا , فَمَا كَادَ يَتَبَيَّنَهُ أَبُو ثَوْرٍ ثُمَّ تَأَمَّلَهُ , فَقَالَ لَهُ : أَلَسْتَ صَاحِبَنَا الَّذِي كُنْتَ تَأْتِينَا ؟ قَالَ : بَلَى . قَالَ : فَمَا الَّذِي قَطَعَكَ عَنَّا ؟ فَقَالَ : قَدْ رَزَقَنِي اللَّهُ سُبْحَانَهُ الإِنَابَةَ إِلَيْهِ وَحَبَّبَ إِلَيَّ الْخَلْوَةَ وَأَنِسْتُ بِالْوَحْدَةِ وَاشْتَغَلْتُ بِالْعِبَادَةِ . قَالَ لَهُ : فَمَا بَالُ عَيْنِكَ هَذِهِ ؟ قَالَ : نَظَرْتُ إِلَى الدُّنْيَا فَإِذَا هِيَ دَارُ فِتْنَةٍ وَبَلاءٍ قَدْ ذَمَّهَا اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْنَا وَعَابَهَا وَذَمَّ مَا فِيهَا , فَلَمْ يُمْكِنِّي تَغْمِيضُ عَيْنِي كِلْتَيْهِمَا عَنْهَا وَرَأَيْتُنِي وَأَنَا أُبْصِرُ بِإِحْدَاهُمَا نَحْوًا مِمَّا أُبْصِرُ بِهِمَا جَمِيعًا فَغَمَّضْتُ وَاحِدَةً وَتَرَكْتُ الأُخْرَى . فَقَالَ لَهُ أَبُو ثَوْرٍ : وَمُنْذُ كَمْ هَذِهِ الشَّمْعَةُ عَلَى عَيْنِكَ ؟ قَالَ : مُنْذُ شَهْرَيْنِ أَوْ نَحْوَهُمَا . قَالَ أَبُو ثَوْرٍ : يَا هَذَا أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلَّهِ عَلَيْكَ صَلاةَ شَهْرَيْنِ وَطَهَارَةَ شَهْرَيْنِ . انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْبَائِسِ قَدْ خَدَعَهُ الشَّيْطَانُ فَاخْتَلَسَهُ مِنْ بَيْنِ أَهْلِ الْعِلْمِ . ثُمَّ وَكَّلَ بِهِ مَنْ يَحْفَظُهُ وَيَتَعَهَّدُهُ وَيُلَقِّنُهُ الْعِلْمَ " . فَالْعُزْلَةُ إِنَّمَا تَنْفَعُ الْعُلَمَاءَ الْعُقَلاءَ وَهِيَ مِنْ أَضَرِّ شَيْءٍ عَلَى الْجُهَّالِ , وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَّهُ قَالَ لِمُغِيرَةَ : تَفَقَّهْ ثُمَّ اعْتَزِلْ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.