معنى المندوحة والمستاثرين


تفسير

رقم الحديث : 57

حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن الْقَاسِم الكوكبي ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الْفَضْل بْن الْحَسَن الأهوازي ، قَالَ : قدِم إلى الأهواز رجلٌ من وُلِد الْحَسَن بْن سهل ، حسن الهيئة والأدب ، فأخبرنا جماعةٌ من العراقَّيين أَنَّهُ كَانَ فِي نعمةٍ واسعةٍ فزالَتْ عَنْهُ ، وكان قَصْدُه لأحمد بْن دينار ، فقبله أَحْمَد ، وقَالَ : الْزَمْني ووَعَدَهُ الإِحْسَان ، وأجرى عَلَيْه وعلى غُلام كَانَ معه نُزُلا من خُبْز ولَحْمٍ ، وتَوَابِلَه مقدار ثلاثة دراهم ، وقَالَ لَهُ : تمهَّلْني فإنّي فِي شُغُلٍ ، فإذا انكشف وجهي بَلَغْتُ لك ما تحبّ ، فطال مقامه وأُخْلِقَتْ أثوابُه ، فكتب إِلَيْهِ : صَحِبتكُمُ عَامَيْن فِي حالِ عُسْرةٍ أُرَجِّي نَداكُمْ والظُّنُونُ فُنُونُ فَمَا نلتُ منكم طائلا غَيْر أَنني تعلمتُ حال الفقر كيف تكون فوصلت الرقعة إلى أَحْمَد بْن دينار ، وكان يَعْقُوب بْن إِسْحَاق اليزيدي حاضرًا ، فَقَالَ : لِمَنْ هَذَا ؟ ، فَقَالَ : لِرَجُلٍ من وَلَدِ الْحَسَن بْن سهل ، قَالَ لَهُ : وَهُوَ مقيمٌ عندك نحوًا من حَوْلين ، قَالَ : قريب من ذَلِكَ ، فانصرف أَبُو يُوسُف ووجّه إِلَى الرَّجُل ، فأحضره ودفع لَهُ بمائة دينار ، وقَسَّط لَهُ عَلَى جماعة من الوجوه أربعة آلاف دِرْهَم ، وكتب لَهُ إِلَى بَزَّازٍ كَانَ يعامله بكُسْوةٍ بألف دِرْهَم ، ووجّه من اكترى لَهُ زَوْرقًا إِلَى مدينة السَّلام ، وزوَّدَهُ زادًا كبيرًا حسنًا ، وقَالَ لَهُ : اخْرُج لا تَلْقَ مَنْ قَصَدْته ، فَقَالَ : واللَّه لأضْرِبَنّ جُودَك عَلَى نائلٍ يَكُون منه ، ولأَفْرِدَنَّ الشكر لك دونه ، ولأتجهنَّ إِلَى اللَّه تَعَالَى فِي صيانتك عَنْ كلِّ دناءةٍ وَمَعَرَّهٍ كَمَا صُنْتني عَنْهَا ، وانصرف ، وبلغ الخبرُ ابْن دينار ، وكان ذَلِكَ سَبَبَ وَحْشةٍ عظيمةٍ صارت بَيْنَهُمَا .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.