قصة مقتل امية بن خلف


تفسير

رقم الحديث : 249

حَدَّثَنَا المظفَّر بْن يَحْيَى بْن أَحْمَد المعروف بابن الشرابي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس المرثدي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق الثلجي ، قال : أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ حَكَم الوادي ، قَالَ : قَالَ الْوَلِيد بْن يَزِيد بْن عَبْد الملك لجلسائه من المغنيين : إني لأشتهي غناء أطول من أهزاجكم وأقصر من الغناء الطويل ، قَالُوا جميعًا : قَدْ أصبته يا أمير الْمُؤْمِنِين بالمدينة رَجُل يُقَالُ لَهُ : مالك بْن أَبِي السمح الطائي حليف لقريش ، وهذا غناؤه ، وَهُوَ أحسن النّاس خلقًا وأحسنهم حديثًا ، قَالَ : أرسلوا إِلَيْهِ ، فأرسل إِلَيْهِ فشخص حَتَّى وافاه بالشام بدمشق . قَالَ : فَلَمَّا دخلنا عَلَيْه فِي وقت النبيذ دخل معنا ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد : غَنِّه ، فاندفع يضرب فلم يطاوعه حلقه وَلَم يصنع قليلا وَلا كثيرًا ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد : قم فاخرج . قَالَ : وأقبل علينا يعنفنا ، وَيَقُولُ : ما تزالون تُغْرُوني بالرجل وتزعمون أن عنده بعض ما أشتهيه حَتَّى أُدْخِلَه وأُطْلِعَه عَلَى ما لَمْ أكن أُحِبَّ أن يَطَّلِع عَلَيْه أحد ، ثُمّ لا أجد عنده ما أريد ، فَقُلْنَا : يا أمير الْمُؤْمِنِين ، واللَّه ما كذبنا وَلَكِن عسى الرَّجُل قَدْ تغيَّر بعدنا ، قَالَ : وَلَم نزل بِهِ حَتَّى استرسل وطابت نفسه وغنّيْناهُ حَتَّى نام ، ثُمّ انصرفنا فجعلنا طريقنا عَلَى مالك ، فافترينا عَلَيْه وكدناه نتناوله ، قَالَ : فَقَالَ ويحكم ! دخلتني لَهُ هيبةٌ منعتْني من الغناء ومن الكلام لو أردته ، فأعيدوني إِلَيْهِ فإني أرجو أن يرجع إليّ حلقي وغنائي . قَالَ : فكلمنا الْوَلِيد فدعا بِهِ ، فكان فِي الثانية أسوأ حالا منه فِي الأولى ، فصاح بِهِ أيضًا فخرج ، وفعلنا كفعلنا ، قَالَ : فَقَالَ : أعيدوني إِلَيْهِ فامْرَأَتُهُ طالق وما يَمْلك فِي سبيل اللَّه إن لَمْ أستنزله عَنْ سريره إن هُوَ أنصفي ، قَالَ : فجئنا إِلَى الْوَلِيد ، قَالَ : فأخبرناه ، قَالَ : فَقَالَ وعلي مثل يمينه إن هو لم يستنزلني أن أُنَفِّذَ فِيهِ ما حَلَف بِهِ فهو أَعْلَم . قَالَ : فأتيناه فأخبرناه بمقالة الْوَلِيد ويمينه ، قَالَ : قَدْ قبلت ، قَالَ : فحضرنا معه دارًا نكون فيها إِلَى أن يدعي بنا ، فمرّ بِهِ صاحب الشراب ، فأعطاه دينارًا عَلَى أن يأتيَهُ بقدحٍ حَبَشَانِي مملوءٍ شرابًا من شراب الْوَلِيد ، فأتاه بقدح ثُمّ بقدح ، بثلاثة أقداح ، فأعطاه ثلاثة دنانير ، ثُمّ أدخلناه عَلَيْه ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد : هات ، فَقَالَ لا ، واللَّه أو ترجع إليّ نفسي وأطرب وأرى للغناء موضعًا ، قَالَ : فذاك لك ، قَالَ : فاشرب يا أمير الْمُؤْمِنِين ، قَالَ : فشرب ويغني المغنون ، حتى إذا ثمل الوليد وثمل هو سل صوتوا فأحسن وجاء بما يغرب ، فطربنا وطرب الوليد وتحرك ، وقَالَ : اسقني يا غُلام ، فسُقِي وتَغَنَّى مالكٌ صوتًا آخر ، فجاء بالعجب ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد : أحسنت أحسن اللَّه إليك ، فَقَالَ : الأرض الأرض يا أمير الْمُؤْمِنِين ، قَالَ : ذاك لَهُ ونزل ، فحياه وأحسن إليه ، ولم يزل معه ، حتى قتل الوليد .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.