حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن الْقَاسِم الكوكبي ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْن أَبِي سَعْد ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الهاشمي ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه وصله ، قَالَ : قَالَ لنا سُلَيْمَان يومًا : إني قَدْ أمرت قيّم بستاني أن يحبس عليّ الفاكهة وَلا يجني منها شيئًا حَتَّى تدرك ، فاغدوا عَلَيّ مَعَ الفجر ، يَقُولُ لأصحابه الَّذِين كَانَ يأنس بهم : لنأكل الفاكهة فِي برد النهار ، فغدونا فِي ذَلِكَ الوقت ، فصلى الصبح وصلينا ، ثُمّ دخل ودخلنا معه ، فإذا الفاكهة متهدلة عَلَى أغصانها ، وَإِذَا كُلّ فاكهة مختارة قَد أدركت كلها ، فَقَالَ : كلوا ، ثُمّ أقبل فأكلنا بمقدار الطاقة ، واقبلنا ، نقول : يا أمير الْمُؤْمِنِين ! هَذَا العنقود ، فيخرطه فِي فيه ، يا أمير الْمُؤْمِنِين ! هَذِهِ التفاحة كلما رأينا شيئًا نضيجًا أومأنا إِلَيْهِ ، فيأخذه ، فيأكله ويَحْطِمُه ، حطمًا ، حَتَّى ارتفع الضحى ومَتَع النهار ، ثُمّ أقبل عَلَى قيّم البستان ، فَقَالَ : ويحك يا فُلان ، إني قَد استجعتُ فهل عندك شيء تطعمنيه ؟ قَالَ : نعم يا أمير الْمُؤْمِنِين عناق حوليَّة حمراء ، قَالَ : ائتني بها ولا تأتين معها بخبز ، فجاء بها عَلَى خوان لا قوائم لَهُ ، وَقَد انفخت ، وملأت الخوان ، وجاء بها غلمة يحملونها ، فأدنوها منه وَهُوَ قائم ، فَأَقْبَلَ يأخذ العضو فيجئ معه لنُضْجه فيطرحه فيخرطه فِي فيه ، ويلقي العظم حَتَّى أتى عليها ، ثُمّ عاد لأكل الفاكهة ، فأكل فأكثر ، ثُمّ قَالَ للقيّم : ويحك ! ما عندك شيء تطعمنيه ؟ ، قَالَ : بلى يا أمير الْمُؤْمِنِين ، دجاجتان قَدْ عبئتا شحمًا ، قَالَ : ائتني بهما ، ففعل بهما كَمَا فعل العناق ، ثُمّ عاد لأكل الفاكهة ، فأكل مليا ، ثُمّ قَالَ للقيّم : هَلْ عندك شيء تطعمنيه ، فَإِنِّي قَدْ جعت ، قَالَ : عندي سويق جديدة يعني الحنطة كأَنَّه قطع الأوتار وسمن سلاء وسكر ، قَالَ : أفلا أعلمتني بِهَذَا قبل ائتني وأكثر ، فجاء بقعبٍ يقعد فِيهِ الرَّجُل ، وَقَدْ ملأه من السويق قَدْ خلطه بالسكر وصب عَلَيْه سمن سلاء ، وأتى بجرة ماءٍ بارد وكوزٍ فأخذ القعب عَلَى كفه ، وأقبل القيّم يصب عَلَيْه الماء فيحركه حَتَّى كفأه عَلَى وجهه فارغًا ، ثُمّ عاد لأكل الفاكهة ، فأكل مَلِيا حَتَّى حرت عَلَيْه الشمس فدخل وأمرنا أن ندخل إِلَى مجلسه ، فدخل وجلسنا ، فَمَا مكث أن خرج علينا فَلَمَّا جلس قام كبير الطباخين حياله يؤذنه بالغداء ، فأومأ إِلَيْهِ أن ائتِ بالغداء ، فوضع يده فأكل ، فَمَا فَقَدْنا من أكله شيئًا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |