بين معاوية وابن الزبير


تفسير

رقم الحديث : 372

حدثنا أَحْمَد بْن العباس العسكري ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْن أَبِي سعد ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن يعقوب بْن داود , قَالَ : حَدَّثَنَا الهيثم بْن عدي ، قَالَ : كان أَبُو العباس يعجبه السمر , ومنازعة الرجال ، فحضره ذات ليلة في سمره إبراهيم بْن مخرمة الكندي , وناس من بني الحارث بْن كعب ، وهم أخواله ، وخالد بْن صفوان بْن إبراهيم التميمي , فخاضوا في الحديث وتذاكروا مضر واليمن . فقال إبراهيم : " يا أمير المؤمنين إن اليمن هم العرب الذين دانت لهم الدنيا ، وكانت لهم القرى ، ولم يزالوا ملوكًا أربابًا ، ورثوا ذلك كابرًا عن كابر وأولا عن آخر ، منهم النعمانيات والمنذريات والقابوسيات والتبابعة ، ومنهم من حمت الدبر ، ومنهم غسيل الملائكة ، ومنهم من اهتز لموته العرش ، ومنهم مكلم الذئب ، ومنهم الذي كان يأخذ كل سفينة غضبًا , وليس شيء له خطرًا إلا وإليهم ينسب : من فرس رائع ، أو سيف قاطع ، أو درع حصينة ، أو حلة مصونة ، أو درة مكنونة ، إن سئلوا أعطوا وإن سيموا أبوا ، وإن نزل بهم ضيف قروا ، لا يبلغهم مكاثر ، ولا ينهالهم مفاخر هم العرب العاربة وغيرهم المتعربة . قَالَ أَبُو العباس : ما أظن التميمي يرضى بقولك ، ثُمَّ قَالَ : ما تقول يا خالد ؟ قَالَ : إن أنت أذنت لي في الكلام وأمنتني من الموجدة تكلمت . قَالَ : قد أذنت لك فتكلم ولا تهب أحدًا ، فقال : أخطأ يا أمير المؤمنين المتقحم بغير علم ، ونطق بغير صواب ، فكيف يكون ما قَالَ ؟ القوم ليست لهم ألسن فصيحة ، ولا لغة صحيحة ، ولا حجة نزل بها كتاب ، ولا جاءت بها سنة ، وهم منا على منزلتين ، إن جاروا عن قصدنا أكلوا ، وإن جازوا حكمنا قتلوا ، يفخرون علينا بالنعمانيات والمنذريات وغير ذلك مما سنأتي عليه , تفخرون عليهم بخير الأنام ، وأكرم الكرام ، مُحَمَّد عليه السلام ، ولله عز وجل علينا المنة به وعليهم ، لقد كانوا أتباعه فبه عزوا وله أكرموا ، فمنا النبي المصطفي , ومنا الخليفة المرتضى ، ولنا البيت المعمور والمسعى وزمزم والمقام والمنبر والركن والحطيم والمشاعر والحجابة والبطحاء ، مع ما لا يخفى من المآثر ، ولا يدرك من المفاخر ، وليس يعدل بنا عادل ، ولا يبلغ فضلنا قول قائل ، ومنا الصديق والفاروق والوصي وأسد الله سيد الشهداء ، وذو الجناحين وسيف الله ، عرفوا الدين وأتاهم اليقين ، فمن زاحمنا زحمناه ، ومن عادانا اصطلمناه ، ثُمَّ التفت , فقال : أعالم أنت بلغة قومك ؟ قَالَ : نعم ، قَالَ : فما اسم العين ؟ قَالَ : الجحمة ، قَالَ : فما اسم السن ؟ قَالَ : الميزم ، قَالَ : فما اسم الأذن ؟ قَالَ : الصنارة ، قَالَ : فما اسم الأصابع ؟ قَالَ الشناتر ، قَالَ : فما اسم اللحية ؟ قَالَ : الزب ، قَالَ فما اسم الذئب ؟ قَالَ : الكتع ، قَالَ : فقال له : أفمؤمن أنت بكتاب الله تعالى ؟ قَالَ : نعم ، قَالَ : فإن الله تعالى يقول : إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ سورة يوسف آية 2 ، وقال : بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ سورة الشعراء آية 195 , وقال : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ سورة إبراهيم آية 4 فنحن العرب والقرآن بلساننا نزل ، ألم تر أن الله عز وجل , قَالَ : وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ سورة المائدة آية 45 ولم يقل : الجحمة بالجحمة ، وقال : وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ سورة المائدة آية 45 ولم يقل الميزم بالميزم , وقال جل اسمه : وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ سورة المائدة آية 45 ولم يقل الصنارة بالصنارة ، وقال : يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ سورة البقرة آية 19 ولم يقل شناترهم في صنارتهم , وقال تعالى : لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي سورة طه آية 94 ولم يقل لا تأخذ بزبي ، وقال : فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ سورة يوسف آية 17 ولم يقل فأكله الكتع ، ثُمَّ قَالَ : أسألك عن أربع إن أنت أقررت بهن قهرت وإن جحدتهن كفرت ، قَالَ : وما هن ؟ قَالَ : الرسول منا أو منكم ؟ قَالَ : منكم ، قَالَ : والقرآن نزل علينا أو عليكم ؟ قَالَ : عليكم ، قَالَ : فالبيت الحرام لنا أو لكم ؟ قَالَ : لكم ، قَالَ : فالخلافة فينا أو فيكم ، قَالَ خالد : فما كان بعد هذه الأربع فلكم " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.