معنى النعم الظاهرة والباطنة


تفسير

رقم الحديث : 476

حدثنا أَحْمَد بْن يحيى بْن المولى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بكر بْن أَبِي خيثمة ، قَالَ : حَدَّثَنَا عبد الوهاب بْن نجدة الحوطي ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المبارك الصوري ، قَالَ : حدثنا الوليد بْن مسلم ، عن عبد الرحمن بْن حسان الكناني ، قَالَ : لما مرض سليمان بْن عبد الملك المرض الذي توفي فيه ، وكان مرضه بدابق , ومعه رجاء بْن حيوة ، فقال لرجاء بْن حيوة : يا رجاء من لهذا الأمر من بعدي ؟ أستخلف ابني ؟ قَالَ : ابنك غائب ، قَالَ : فالآخر ؟ قَالَ : ذاك صغير ، قَالَ : فمن ترى ؟ قَالَ : أرى أن تستخلف عمر بْن عبد العزيز ، قَالَ : أتخوف بني عبد الملك ، أن لا يرضوا ، قَالَ : فول عمر بْن عبد العزيز ومن بعده يزيد بْن عبد الملك ، وتكتب كتابًا وتختم عليه وتدعوهم إلى بيعته مختومًا عليها ، قَالَ : لقد رأيت ، إيتني بقرطاس ، قَالَ : فدعا بقرطاس ، فكتب فيه العهد لعمر بْن عبد العزيز ومن بعده يزيد بْن عبد الملك , ثُمَّ ختمه ودفعه إلى رجاء ، قَالَ : اخرج إلى الناس ، فمرهم فليبايعوا على ما في هذا الكتاب مختومًا ، قَالَ : فخرج إليهم رجاء فجمعهم ، وقال : إن أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا لمن في هذا الكتاب من بعده ، قالوا : ومن فيه ؟ قَالَ : مختوم لا تخبرون بمن فيه حتى يموت ، قالوا : لا نبايع حتى نعلم من فيه ، قَالَ : فرجع رجاء إلى سليمان ، قَالَ : انطلق إلى أصحاب الشرط والحرس وناد الصلاة جامعة ، ومر الناس فليجتمعوا ، ومرهم بالبيعة على ما في هذا الكتاب ، فمن أَبِي أن يبايع منهم فاضرب عنقه ، قَالَ : ففعل ، فبايعوا على ما فيه ، قَالَ رجاء : فلما خرجوا خرجت إلى منزلي فبينا أنا أسير في الطريق إذ سمعت جلبة موكب ، فالتفت فإذا هشام ، فقال لي : يا رجاء قد علمت موقعك منا وإن أمير المؤمنين قد صنع شيئًا لا أدري ما هو ، وأنا أتخوف أن يكون قد أزالها عني ، فإن يكن عدلها عني فأعلمني ما دام في الأمير نفس حتى أنظر في هذا الأمر قبل أن يموت ، قَالَ : قلت : سبحان الله يستكتمني أمير المؤمنين أمرًا أطلعك عليه ؟ لا يكون ذلك أبدًا ، فأدارني وألاصني فأبيت عليه ، قَالَ : فانصرف ، فبينا أنا أسير إذ سمعت جلبة خلفي ، فإذا عمر بْن عبد العزيز ، فقال لي : يا رجاء إنه قد وقع في نفسي أمر كبير من هذا الرجل ، أتخوف أن يكون قد جعلها إلي ، ولست أقوم بهذا الشأن فأعلمني ما دام في الأمير نفس لعلي أتخلص منه ما دام حيًا ، قلت : سبحان الله يستكتمني أمير المؤمنين أمرًا أطلعك عليه ؟ فأدارني وألاصني فأبيت عليه ، قَالَ رجاء : وثقل سليمان ، وحجب الناس عَنْهُ حتى مات ، فلما مات أجلسته وأسندته وهيأته وخرجت إلى الناس فقالوا : كيف أصبح أمير المؤمنين ؟ فقلت : إن أمير المؤمنين قد أصبح ساكنًا ، وقد أحب أن تسلموا عليه وتبايعوا على ما في هذا الكتاب ، والكتاب بين يديه ، قَالَ : فأذنت للناس فدخلوا وأنا قائم عنده ، فلما دنوا , قلت : إن أميركم يأمركم بالوقوف ، ثُمَّ أخذت الكتاب من عنده ، ثُمَّ تقدمت إليهم , فقلت : إن أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا على ما في هذا الكتاب ، قَالَ : فبايعوا وبسطوا أيديهم ، فلما بايعتهم على ما في الكتاب أجمعين , وفرغت من بيعتهم , قلت لهم : آجركم الله في أمير المؤمنين , قالوا : فمن فافتح الكتاب ، فإذا فيه العهد لعمر بْن عبد العزيز ، فلما نظرت بنو عبد الملك تغيرت وجوههم ، فلما قرأوا من بعده يزيد بْن عبد الملك كأنهم تراجعوا ، فقالوا : أين عمر بْن عبد العزيز ؟ فطلبوه فلم يوجد في القوم ، قَالَ : فنظروا فإذا هو في مؤخر المسجد ، قَالَ : فأتوه فسلموا عليه بالخلافة فعقر فلم يستطع النهوض حتى أخذوا بضبعيه فرقوا به المنبر ، فلم يقدر على الصعود حتى أصعدوه ، فجلس طويلا لا يتكلم ، فلما رآهم رجاء جلوسًا , قَالَ : ألا تقومون إلى أمير المؤمنين فتبايعوه ؟ قَالَ : فنهض القوم إليه فبايعوه رجلا رجلا ، قَالَ : فمد يده إليهم ، قَالَ : فصعد إليه هشام فلما مد يده إليه ، قَالَ : يقول هشام ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، فقال عمر : نعم إنا لله وإنا إليه راجعون حين صار يلي هذا الأمر أنا وأنت ، قَالَ : ثُمَّ قام عمر فحمد الله وأثنى عليه وقال : أيها الناس إني لست بقاض ولكني منفذ ، ولست بمبتدع ولكني متبع ، وإن حولكم من الأمصار والمدن فإن هم أطاعوا كما أطعتم فأنا وليكم ، وإن هم نقموا فلست لكم بوال ، ثُمَّ نزل يمشي فأتاه صاحب المراكب , فقال : ما هذا ؟ قَالَ : مركب الخليفة ، قَالَ : لا حاجة لي فيه ، إيتوني بدابتي ، فأتوه بدابته فركبها , ثُمَّ خرج يسير وخرجوا معه ، فمالوا إلى طريق ، قَالَ : إلى أين ؟ قالوا : إلى البيت الذي يهيأ للخليفة ، قَالَ : لا حاجة لي فيه ، انطلقوا بي إلى منزلي ، قَالَ رجاء : فأتى منزله فنزل عن دابته ، ثُمَّ دعا بداوة وقرطاس ، وجعل يكتب بيده إلى العمال في الأمصار ويمل على نفسه ، قَالَ رجاء : فلقد كنت أظن أن سيضعف فلما رأيت صنيعه في الكتاب علمت أنه سيقوى بهذا ونحوه .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.