اسئلة علي لابنه الحسن


تفسير

رقم الحديث : 593

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقَدِّمِيُّ ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَرَّاقُ ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ عَمِّهِ عَنْ كُمَيْلٍ ، وَحَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمَدَائِنِيُّ ، وَالأَلْفَاظُ فِي الرِّوَايَتَيْنِ مُخْتَلِطَةٌ ، قَالا : قَالَ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ النَّخَعِيُّ : أَخَذَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ بِيَدِي , فَأَخْرَجَنِي إِلَى نَاحِيَةِ الْجَبَّانِ ، فَلَمَّا أَصْحَرَ تَنَفَّسَ , ثُمَّ قَالَ : يَا كُمَيْلُ ، إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا ، احْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ : النَّاسُ ثَلاثَةٌ : عَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ، وَمُتَعَلِّمٌ فِي سَبِيلِ نَجَاةٍ ، وَهَمَجٌ وَرَعَاعٌ ، أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ غَاوٍ ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ ، يَا كُمَيْلُ الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ ، الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ ، وَالْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الإِنْفَاقِ وَالْمَالُ تُنْقِصُهُ النَّفَقَةُ ، يَا كُمَيْلُ مَحَبَّةُ الْعَالِمِ دَيْنٌ يُدَانُ بِهِ ، فِي كَسْبِهِ الْعِلْمِ لَذَّتُهُ فِي حَيَاتِهِ وَجَمِيلُ الأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ ، وَنَفَقَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ ، وَالْعِلْمُ حَاكِمٌ وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ ، يَا كُمَيْلُ مَاتَ خُزَّانُ الأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ : أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ ، وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ ، إِنَّ هَهُنَا لَعِلْمًا وَأَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ لَوْ أَصَبْتَ لَهُ حَمَلَةً " ، ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ بَلَى أَصَبْتَهُ لَقِنًا غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِّينِ فِي الدُّنْيَا وَيَسْتَظْهِرُ بِحُجَجِ اللَّهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ وَبِنِعَمِهِ عَلَى كِتَابِهِ ، أَوْ مُنْقَادًا لِجُمْلَةِ الْحَقِّ لا بَصِيرَةَ لَهُ فِي إِحْيَائِهِ ، يَقْدَحُ الزَّيْغُ فِي قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضٍ ، مِنْ شُبْهَةٍ ، اللَّهُمَّ لا ذَا وَلا ذَاكَ ، أَوْ مَنْهُومًا بِاللَّذَّاتِ ، سَلِسَ الْقِيَادِ فِي الشَّهَوَاتِ وَمُغْرَمًا بِالْجَمْعِ وَالادِّخَارِ ، وَلَيْسَ مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ ، أَقْرَبُ شَبَهًا بِهِمَا الأَنْعَامُ السَّائِمَةُ ، وَكَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَمَلَتِهِ " , ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ بَلَى ، لا تَخْلُو الأَرْضُ مِنْ قَائِمِ اللَّهِ بِحُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِرٌ مَشْهُورٌ ، وَإِمَّا خَائِفٌ مَغْمُورٌ ، لِئَلا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَبَيِّنَاتُهُ فِيكُمْ ، وَأَيْنَ أُولَئِكَ ؟ أُولَئِكَ الأَقَلُّونَ عَدَدًا ، الأَعْظَمُونَ قَدْرًا ، بِهِمْ يَحْفَظُ اللَّهُ حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ ، هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الأَمْرِ فَبَاشِرُوا رَوْحَ الْيَقِينِ ، وَاسْتَسْهِلُوا مَا اسَتْوَعَرَ الْمُتْرَفُونَ ، وَأْنَسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ ، وَاصْحَبُوا الدُّنْيَا بِأَرْوَاحٍ مُعَلَّقَةٍ بالمحل الأَعْلَى ، يَا كُمَيْلُ ، أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ، الدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ ، هَاهْ وَاشَوْقًا إِلَى رُؤْيَتِهِمْ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ

صحابي

كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ النَّخَعِيُّ

ثقة

كُمَيْلٍ

ثقة

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَرَّاقُ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقَدِّمِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.