مقولة لعلي في مفهوم القضاء والقدر


تفسير

رقم الحديث : 637

حدثنا أَبُو النضر العقيلي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق الطلحي ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معاوية ، قَالَ : وقال ابْن الكوفي , وكان بشر بْن مروان قد ادخر وهو على العراق ، عن ابنه عبد الملك , وعن عيينة بْن أسماء ، من غلات أراضيهم مالا عظيمًا ، فلما ولي الحجاج أخرج تلك البقايا فوجد ما على عبد الملك , وعيينة بْن أسماء , فقال : وما على بشر أن يهب من مال الله تعالى لابنه وختنه هذا وأكثر منه ، والله لآخذنهما به أخذ الضب ولده ، وطالبهما فريثاه حتى هلك فلحقا بالشام , فنزلا على عمر بْن عبد العزيز , فقالا له : إن بشرًا كان أطعمنا شيئًا كثيرا من غلاتنا فبسطنا فيه أيدينا ، وان الحجاج بسفهه وخرقه وظلمه أخرج علينا , ثُمَّ أخذنا به ، فلم نزل نخدعه عن أنفسنا حتى هلك ، فكلم أمير المؤمنين في هبة ذلك لنا ، فضحك عمر ، وقال : لست أثق لكما بكلامي ، ولكن لكما عندي رأي فيه نجاح طلبتكما ، قالا : فادللنا عليه ، قَالَ : نمشي إلى يزيد بْن المهلب فإما أن يحملها من ماله ، وإما أن يعيننا على سليمان فيهبها ، ولكما ، لا والله ما كنت لأمشي إلى عربي الأرض غيره ليس من ولد مروان ، ثُمَّ أتوا يزيد , فقال له عمر : إنا أتيناك زوارا وهذان من قد عرفت ، فلا تنظرن إلى جرم أبويهما عند أبيك ، فضحك يزيد وقال : عفا الله عنك يا أبا حفص ، أرجع في ذنب قد غفره أَبِي قبلي ؟ ! والله ما عجز عن مكافأتهما في حياته ولا أوصاني بالثأر من بعده ، فإنهما لأخواي وصاحباي ، هاتوا حاجتكم ، فقال عمر : إن الحجاج أخرج عليهما مما كان بشر ترك لهما من غلاتهما ألف ألف وخمس مائة ألف فما ترى ؟ قَالَ : رأيكم فاحتكموا ، قَالَ : تحمل منها ما شئت ، قَالَ : علي نصفها ، والمطلب إلى أمير المؤمنين في بقيتها ، فإن حمله عني وإلا حملته ، فقال عبد الملك بْن بشر : والله ما ظلم الناس أن زعموا أنك سيدهم ، ثُمَّ خرجوا وعمر , يقول : ما رأينا مثل هذا العراقي في وطأته فعل قبلها مثلها ، ثُمَّ حمل على القيسيين وعن يزيد بْن عاتكة ، وهذه ألف وخمس مائة ألف ، ثُمَّ ركب يزيد إلى سليمان , فدخل عليه وعنده جماعة من وجوه أهل اليمن فقام , فقال : يا أمير المؤمنين ، فقال له سليمان : أمسك ، وأبيك إنك لقادر على خلواتي ، اجلس ، فقال يزيد : ما قمت لأجلس فأذن لي في الكلام ، فقال : هات ، فأخبره بمجيء عمر إليه , وقال : قد حملت النصف , وضمنت عليك الباقي ، والله يا أمير المؤمنين إن مقامي بالشام لمن تمام نعمة الله على بأمير المؤمنين ، إنه لم يعمد إلى أحد في حاجة إلا قضاها الله بك يا أمير المؤمنين على يدي ، فقال سليمان : قد وهبنا ذلك كله لك ، فلك حمده وعلينا غرمه .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.