حديث العمل الصالح ينقذ صاحبه


تفسير

رقم الحديث : 760

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحَسَن بن دريد ، قَالَ : حَدَّثَنَا عمي ، قَالَ : حَدَّثَنِي أبي ، عَن ابن الكلبي ، قَالَ : خرج غلامٌ من مَذْحجِ ، أحسبُه قَالَ : من صُدَا يرعى غُنَيْمَاتٍ لَهُ ، فأدركته السماء ، فأوى إلى كهفٍ ، فأكنَّ غنمه ، واقتدح نارًا ، واحتلبَ لبنًا فوغره ، فإذا ثلاثةُ نفر قد ولجوا عَلَيْهِ الغارَ ، فحيَّوْهُ فردَّ تحيّتهم ، وقال : هلمّوا ، وقرَّب إليهم غُمَرَه بِما فِيهِ ، فأخذه أحدهم فشمَّهُ ثُمَّ ردّه ، ثُمَّ أنشا يقول : يا راعي الضأنِ اغتنثْ من محضكا روى لك الله قفيلَ نحضكا يُقال : اغتنثتُ من الإناء شربةً ، أو شربتين إذا جرعت . يُقال : جرعَ ولعق يلعق ، والقفيل : اليابس ، والنحضُ : اللحم . ولا عدمت غبيةً بأرضكا تعيدُ غَمْرًا ما انزوى من برضكا الغبيةُ : الدفعةُ من المطر ، الغمر : الماء الكثير ، الانزواء : التقبض ، والبَرْضُ : الماء القليل ، قَالَ : ومن الانزواء ، قول الأعشى : يزيدُ يغضُّ الطرفَ دوني كأنَّما زَوَى بين عينيه عليَّ المحاجِمُ فلا ينبسطْ من بينِ عينيكَ ما انزوى ولا تَلْقَني إِلا وأنفُكَ راغم وروي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " زُويتْ لي الأرض ، فرأيتُ مشارقها ، ومغاربها ، وسيبلغُ ملك أمّتي ما زوي لي منها " . وقال الثاني : يا راعي البُهْمِ سُقيتَ ريًّا ولا تزالُ تطأ السُّميّا والسمي : جمع السماء ، والمعنى : المطر ، حُكي عَن العرب : ما زلنا نطأ السماء حَتَّى أتيناكم . وَسْميَّها والتابعَ الوليّا لا تعدمُ الدّهر حيًّا مرعيًّا قَالَ القاضي : الوسميُّ : أول مطر الربيع ، وقيل : إنَّما سميّ وسيمًا لأنه يسم الأرض ، والوَليُّ المطرةُ التي تلي الوسمي ، والحيا : الغيث ، مقصور ، قَالَ ذو الرمة : خليليّ لا تستيئسا واسألا الَّذِي لَهُ كلّ أمرٍ أن يصوبَ ربيعُ حيًّا لبلادٍ شيَّبَ المحلُ أهلها وجبرًا لعظم فِي شظاه صدوعُ يروى البيت الأول على وجهين لا تستيئسا من اليأس ، ولا تستبئسا من التباؤس والتمسكن : وقال الثالث : يا ساقيَ البهم سقاكَ السَّاقي بكلِّ أحوَى مُثْجمٍ غيداقِ حتَّى ترى ظواهر البراق ضاحكةَ الروضِ إلى الإشراق قَالَ القاضي : الأحوى : الأحمر الَّذِي تضرب حمرته إلى السواد ، والمثجم : المقيم ، يقال : أثجم ، فهو مثجم إذا أقام ، وغيداق : كَثِير واسع من قَوْل الله تعالى : لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا سورة الجن آية 16 وغيداق فيعال منه والياء زائدة ، والبراق ، جمع بُرقةٍ ، فقال الغلام : حيّيتُم من فتيةٍ أزوالِ شُمِّ الأنوفِ سادةٍ أقوالِ أقوالٌ يصفهم بالسؤدد والرئاسة ، ويُقالُ : قيل ، وأقيال ، وأقوال لملوك اليمن ، وقيل : إن القيلَ هُوَ من دون الملك الأعظم ، وقيلَ : إن أصله من القول فمن هاهنا قيل : أقوال ، كأن أصله قَيِّل أي : فَيْعل ، والأصلُ : قَيْوِل ، فقلبت الواو ياءً لسكون الياء . وإذا اجتمعت الواو والياء والأوّل منهما ساكنٌ قُلبت الواو ياءً وأدغمَ الحرفُ الأول فِي الثاني فصار ياءً مشددة . وخففوا ، فقالوا : قَيل ، ومثله ميت وميّت وأصله مَيْوِت . وَكَانَ الفرّاء يأبى أن يكون فِي المعتل ، فيعل كما لَمْ يأت فِي الصحيح ، ويزعم أن أصل هذا فعّيل ، ولما يحتجُّ بِهِ ، ويحتج بِهِ مخالفوه مكان هُوَ أولى بِهِ ، وأكثرهم ، يقول : قَيْلٌ ، وأقيال كما قَالَ عبد المسيح بن حنان بن بُقَيْلَة : رسولُ قَيْلِ الْعُجْمِ يسري بالوثن ويجمع القيل أيضًا قيولا ، ويقولون للمرأة قَيلة ، وبه سُمّيت قيلة . إن الْقِرَى يُعتدُّ للنُّزّالِ فدونكم مدمومة الأوصال فأَحْنِذُوا من هذه الأجذال . قَالَ القاضي : أحنذوا معناهُ : اشتووا ، من قَوْل الله تعالى : بِعِجْلٍ حَنِيذٍ سورة هود آية 69 ، أي : محنوذ ، ومعناهُ : مشويٌّ ، وقيل : هُوَ الَّذِي يُشوى على الأرض ، أو فيها ولا يبالغ فِي إنضاجه ، وإنه من شيّ الأعراب ، وقيل : إنه الرطبُ الَّذِي فِيهِ نداوةٌ ، ومنه حنذتُ الفرسَ إذا أجريَتهُ ليعرقَ ، والأجذالُ : جمع جِذْل ، ويُقال : جذال ، وهو العود من الخشب ، كما قَالَ ذو الرمة الشاعر : ما كنتُ فِي الحربِ العوانِ مُغَمَّرًا إذ شَبَّ حَرَّ وقودها أجذالُهَا وقال ذو الرمَّة : يظلّ بِهَا الحرباء للشمس ماثلا على الْجِذْلِ إِلا أَنَّهُ لا يُكَبِّرُ وقال الحباب بن المنذر يوم السقيفة : أنا جُذَيْلُها المحكّكَ ، هذا معناهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.