تفسير

رقم الحديث : 944

وَحَدَّثَنَا ابن دريد ، قَالَ : أَخْبَرَنَا السكن بن سعيد ، عَن مُحَمَّد بن عباد ، عَن هشام بن مُحَمَّد ، قَالَ : " كَانَ مسافر بن أبي عَمْرو بن أمية بن عبد شمس من فتيان قريش جمالا ، وسخاءً ، وشعرًا . فعشق هند بنت عتبة حَتَّى شُهِرَ أمرهما ، فاستحيا وخرج إلى الحيرة ليسلوها . فنادم عَمْرو بن هند ، وَكَانَ لَهُ مكرمًا ، ثُمَّ إن أبا سفيان بن حرب تزوَّجَ هندًا فِي غيبةِ مسافر هذه . وخرج أَبُو سفيان إلى الحيرة تاجرًا ، فلقي مسافر بن أبي عَمْرو ، فسأله عَن مكة ، وأخبار قريش ، فخبره من ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ : وإنّي تزوّجتُ هند ابنةَ عتبة . فأسفَ مسافر من ذَلِكَ ومرضَ حَتَّى سُقي بطنه ، وقال : ألا إن هندًا أصبحت منك مَحرَما وأصبحتَ من أدنى حموّتها حما وأصبحتَ كالمسلوبِ جفنَ سلاحِهِ يقلِّبُ بالكفّين قوسًا وأسهما فدعا عَمْرو بن هند الأطباءَ ، فسألهم عَن حاله ، فقالوا : لَيْسَ لَهُ دواء إلا الكيّ ، فقال لَهُ : ما ترى ؟ قَالَ : افعل . فدعا لَهُ طبيبًا من الْعِباد ، فأَحْمى مكاويه حَتَّى صارت كالنار ، ثُمَّ قَالَ : أمسكوهُ لي ، فقال لَهُ مسافر : لستُ أحتاج إلى ذَلِكَ . فجعل يضعُ عَلَيْهِ المكاوي ، فلمّا رأى الطبيبُ صبره هاله ذَلِكَ ، فقال مسافر : قد يَضْرِطُ العَيْر والمكواة فِي النار ، فأرسلها مثلا . قَالَ : فلم يغنه ذَلِكَ شيئًا . فخرج يريدُ مكة ، فأدركه الموت بزبالة ، فدفن بِهَا ، ونعي إلى أهل مكة ، وَكَانَ أَبُو طالب بن عبد المطلب لَهُ نديمًا ، فقال يرثيه : ليتَ شعري مسافرُ بنَ أبي عمروٍ وليتٌ يقولها المحزونُ كيفَ كانت مرارةُ الموتِ فِي فيك وماذا بعد المماتِ يكون رجع الوفدُ سالِمينَ جَميعًا وخليلي فِي مَرْمَسٍ مدفونُ ميت صدقٍ على هبالةَ قد حالت فيافٍ من دونه وحزون مروةٌ تدفعُ الخصومَ بأيدٍ وبوجهٍ يزينهُ العرنين بوركَ الميّتُ الغريب كما بورك نَضْحُ الرمَّانِ والزيتون " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.