لا حليم الا ذو عثرة


تفسير

رقم الحديث : 207

حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْعَبَّاس العسكري ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي سَعْد ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن حَمْزَة ، مَوْلَى بني هَاشِم ، قَالَ : حَدَّثَنِي أحمد بْن مُوسَى بْن حَمْزَة ، قَالَ : الْفَضْل بْن بزيغ ، قَالَ : رَأَيْتُ مَرْوَان بْن أَبِي حفصة قَدْ دخل عَلَى المهدي بعد موت مَعْن بْن زائدة فِي جماعةٍ من الشعراء وفيهم سَلْمُ الخَاسِرُ ، وغيرهُ ، فأنشده مديحًا ، فَقَالَ : من ؟ قَالَ : شاعرُك مَرْوَان بْن أَبِي حفصة ، فَقَالَ لَهُ المهدي : ألست القائل : أقمنا باليمامةِ بعد مَعْنٍ مُقَامًا لا نُرِيدُ بِهِ زِيَالا وقلنا أَيْنَ نرحلُ بعد مَعْنٍ وَقَدْ ذهب النوالُ فلا نَوَالا قَدْ جئت تطلبُ نوالنا ، وَقَدْ ذهب النَّوال لا شيء لك عندنا جُرُّوا برجله ، قَالَ : فجروا برجله حَتَّى أخرج ، فَلَمَّا كَانَ فِي العام المقبل تلطَّف حَتَّى دخل مَعَ الشعراء ، وإنما كَانَت الشعراء تدخل عَلَى الخلفاء فِي ذَلِكَ الحين فِي كُلّ عام مرة ، قَالَ : فمثل بَيْنَ يديه وأنشدهُ قصيدته التي يَقُولُ فيها : طرقَتْكَ زائرةٌ فَحيِّ خيالَها بيضاءُ تخلطُ بالحياء دلالَها قَادَتْ فؤادَكَ فاستقاد وقَبْلَها قاد القلوبَ إِلَى الصِّبَا فأمالها قَالَ : فأنصت لها حَتَّى إذا بلغ إِلَى قوله : هَلْ تَطْمِسُون من السَّماء نجومَها بأكُفكم أَوْ تسترُون هِلالها أَوْ تدفعُون مقالةً عَنْ ربكم جبريل بَلَّغها النَّبِيّ فقالَها شهِدَتْ من الأنفال آخر آيةٍ بتُراثهم فأردتُمُ إبطالَها يعني بني علي وبني الْعَبَّاس ، قَالَ : فرأيتُ المهدي ، وَقَدْ زحف من صدر مُصَلاه حَتَّى صار عَلَى البساط إعجابًا بما سَمِع ، ثُمّ قَالَ لَهُ : كم هِيَ بيتًا ؟ ، قَالَ : مائة بيت ، فأمر لَهُ بمائة ألف دِرْهَم ، قَالَ : فَإِنَّهَا لأول مائة ألف أُعْطِيها شاعر فِي خلافة بْني الْعَبَّاس . قَالَ : فلم تلبث الأيامُ أن أفْضَت الخلافة إِلَى هَارُون الرشيد ، قَالَ : فرأيتُ مَرْوَان بْن أَبِي حفصة ماثلا مَعَ الشعراء بَيْنَ يدي الرشيد ، وَقَدْ أنشده شعرًا ، فَقَالَ لَهُ : مَنْ ؟ ، قَالَ : شاعرك مَرْوَان بْن أَبِي حفصة ، فَقَالَ لَهُ : ألست القائل البيتين اللذين لَهُ فِي معن اللذين أنشدهما المهدي : خُذُوا بيده ، فأخرجوه ، فَإنَّهُ لا شيء لَهُ عندنا ، فأخرج . فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِكَ بيومين تَلَطَّف حَتَّى دخل عَلَيْه ، فأنشده قصيدته التي يَقُولُ فيها : لَعَمْرُكَ لا أنسى غداة الْمُحَصَّبِ إشارةَ سَلْمى بالبَنَانِ الْمُخَصَّبِ وَقَدْ صَدَر الْحُجّاجُ إِلا أَقَلَّهُمْ مَصادر شَتّى موكبًا بعد مَوْكب قَالَ : فأعجبتْه ، قَالَ لَهُ : كم قصيدتك بيتًا ؟ ، قَالَ لَهُ : ستون أَوْ سبعون بيتًا ، فأمر لَهُ بعدد أبياتها ألوفًا ، فكان ذَلِكَ رَسْمُ مَرْوَان حَتَّى مات .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.