أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ عَبدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَمَانِ مِائَةٍ إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ بِتَلْقِينِ ابْنِهِ أَبِي مَعْمَرٍ إِيَّاهُ , قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَازِيُّ ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ ، قَالَ : خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ : " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا كُنَّا نَعْرِفُكُمْ إِذْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، وَكَانَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ , وَإِذْ يُنَبِّئُنَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ أَخْبَارِكُمْ ، أَلا فَقَدْ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْقَطَعَ الْوَحْيُ ، وَإِنَّمَا نَعْرِفُكُمْ بِمَا نَقُولُ لَكُمْ : مَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ خَيْرًا ظَنَنَّا بِهِ خَيْرًا وَأَحْبَبْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ ، وَمَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ شَرًّا ظَنَنَّا بِهِ شَرًّا وَأَبْغَضْنَاهُ عَلَيْهِ ، أَسْرَارُكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أَرَى أَحَدًا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ يُرِيدُ بِهِ إِلا مَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَقَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّ أُنَاسًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يُرِيدُونَ بِهِ مَا عِنْدَ النَّاسِ ، أَلا فَأَرِيدُوا اللَّهَ بِقِرَاءَتِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ، أَلا وَإِنِّي لَمْ أَبْعَثْ عَلَيْكُمْ عُمَّالا لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ وَلا لِيَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ ، وَلَكِنْ بَعَثْتُهُمْ لِيَحْجُزُوا بَيْنَكُمْ وَيَقْسِمُوا فِيكُمْ فَيْئَكُمْ ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ قِبَلَ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَظْلَمَةٌ فَلْيَقُمْ ، فَمَا قَامَ أَحَدٌ غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ . فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ عَامِلَكَ ضَرَبَنِي مِائَةَ سَوْطٍ ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ لِمَ ضَرَبَهُ ؟ فَاعْتَلَّ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : قُمْ فَاسْتَقِدْ مِنْهُ ، فَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ . فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْ هَذَا عَلَى عُمَّالِكَ كَبُرَ عَلَيْهِمْ وَكَانَتْ سُنَّةً يَأْخُذُ بِهَا مَنْ بَعْدَكَ . فَقَالَ عُمَرُ : أَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَادَ مِنْ نَفْسِهِ ، قُمْ فَاسْتَقْدِ مِنْهُ . فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : أَوْ فَدَعْنَا إِذَنْ فَلْنُرْضِهِ . قَالَ : دُونَكُمْ ، فَأَرْضَوْهُ ، فَاقْتَدَوْا مِنْهُ بِمِائَةِ دِينَارٍ . قَالَ : قُلْنَا لِعَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ عَجْلانَ : وَكَيْفَ أَقَصَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَفْسِهِ ؟ قَالَ : أَقْبَلَ مِنْ مِنًى يَزُورُ الْبَيْتَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ عَرَضَ لَهُ إِنْسَانٌ ، فَكَرِهَ أَنْ يُوطِئَهُ , فَضَرَبَهُ بِمِخْصَرَتِهِ ، فَلَمَّا طَافَ بِالْبَيْتِ وَصَلَّى . قَالَ : " يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي أَقْبَلْتُ مِنْ مِنًى فَعَرَضَ لِي إِنْسَانٌ فَضَرْبُتُه بِمِخْصَرَتِي ، فَإِنْ كَانَ فِي النَّاسِ فَلْيَقُمْ " ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ : أَنَا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اسْتَقِدْ " , فَقَالَ : بَلْ أَعْفُو يَا رَسُولَ اللَّهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
أَبِي فِرَاسٍ | أبو فراس النهدي | مقبول |
أَبِي نَضْرَةَ | المنذر بن مالك العوفي / توفي في :108 | ثقة |
سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ | سعيد بن إياس الجريري | ثقة |
أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَازِيُّ | إبراهيم بن محمد الفزاري | إمام ثقة حافظ |
الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ | المسيب بن واضح السلمي / توفي في :246 | متروك الحديث |
ابْنُ أَبِي دَاوُدَ عَبدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ | عبد الله بن أبي داود السجستاني / ولد في :230 / توفي في :316 | ثقة |