حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دُرَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ ، عَنِ الْعُتْبِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ سَعِيدٍ الْقَصِيرِ ، قَالَ : حَجَّ عُتْبَةُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَالنَّاسُ قَرِيبٌ عَهْدُهُمْ بِالْفِتْنَةِ ، فَصَلَّى بِمَكَّةَ الْجُمُعَةَ , ثُمَّ قَالَ : " يَأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّا قَدْ وُلِّينَا هَذَا الْمَقَامُ الَّذِي يُضَاعَفُ لِلْمُحْسِنِ فِيهِ الأَجْرُ , وَعَلَى الْمُسِيءِ فِيهِ الْوِزْرُ ، وَنَحْنُ عَلَى طَرِيقِ مَا قَصَدْنَا ، فَلا تَمُدُّوا الأَعْنَاقَ إِلَى غَيْرِنَا فَإِنَّهَا تَنْقَطِعُ دُونَنَا ، وَرُبَّ مُتَمَنٍّ حَتْفُهُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ، فَاقْبَلُوا الْعَافِيَةَ مَا قَبِلْنَاهَا فِيكُمْ وَقَبِلْنَاهَا مِنْكُمْ ، وَإِيَّاكُمْ وَلَوْ فَإِنَّهَا أَتْعَبَتْ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ , وَلَنْ تُرِيحَ مَنْ بَعْدَكُمْ ، وَأَنَا أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُعِينَ كُلا عَلَى كُلٍّ " . قَالَ فَصَاحَ بِهِ أَعْرَابِيٌّ : أَيُّهَا الْخَلِيفَةُ . فَقَالَ : " لَسْتُ بِهِ وَلَمْ تُبْعِدْ " ، فَقَالَ : يَا أَخَاهُ . فَقَالَ : " أَسْمَعْتَ فَقُلْ " . فَقَالَ : تَاللَّهِ إِنْ تُحْسِنُوا , وَقَدْ أَسَأْنَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُسِيئُوا وَقَدْ أَحْسَنَّا ، فَإِنْ كَانَ الإِحْسَانُ لَكُمْ دُونَنَا فَمَا أَحَقَّكُمْ بِاسْتِتْمَامِهِ ، وَإِنْ كَانَ مِنَّا فَمَا أَوْلاكُمْ بِمُكَافَأَتِنَا ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ يَلْقَاكُمْ بِالْعُمُومَةِ ، وَيَقْرُبُ إِلَيْكُمْ بِالْخُئُولَةِ ، قَدْ كَثَّرَهُ الْعِيَالُ وَوَطِئَهُ الزَّمَانُ ، وَبِهِ فَقْرٌ وَعِنْدَهُ شُكْرٌ ، فَقَالَ عُتْبَةُ : " أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْكُمْ وَأَسْتَعِينُهُ عَلَيْكُمْ ، قَدْ أُمِرْتُ لَكَ بِغِنَاكَ فَلَيْتَ إِسْرَاعَنَا إِلَيْكَ يَقُومُ بِإِبْطَائِنَا عَنْكَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |