خبر زيد بن موسى المعروف بالنار


تفسير

رقم الحديث : 160

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة الأَزْدِيّ ، ومُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى ، عَنْ أَبِي زَيْد ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو صَالِح الفَزَاريّ ، قَالَ : ذكر ذو الرمة فِي مجلس فِيهِ عدة من الأعراب ، فَقَالَ : عصمة بْن مالك شيخ منهم قَدْ أتى لَهُ مائة سنة ، فَقَالَ : كَانَ من أظرف النّاس ، وقَالَ : كَانَ آدم خفيف العارضين حسن المضحك حلو المنطق ، وكان إذا أنشد بربر وحسن صوته ، وَإِذَا واجهك لَمْ تَسْأَم حديثه وكلامه ، وكان لَهُ إخوة يقولون الشعر منهم مَسْعُود ، وهمام ، وخراش ، وكانوا يقولون القصيدة فيزيد فيها الأبيات فيغْلب عليها فتذهب لَهُ ، فأتى يومًا فَقَالَ لي : يا عصمة ، إن مية مِنقَرية وبنو منقر أخبث حي وأبصره بأثر وأعلمه بطريق ، فهل عندك من ناقة تزدارُ عليها ميَّة ؟ . فقلت : نعم ، عندي الجؤذر ، قَالَ : علي بها فركبناها جميعًا حَتَّى نشرف عَلَى بيوت الحي ، فإذا هُمْ خلوف وَإِذَا بيت ميَّة خالٍ ، فملنا إِلَيْهِ فتقوص النّساء نحونا ونحو بيت ميّ ، فطلعت علينا فإذا هِيَ جارية أُمْلودٌ وَارِدَة الشَّعر ، وَإِذَا عليها سِبُّ أصفر وقميص اخضر ، فقلن أنشدنا يا ذا الرُّمَّةِ ، فَقَالَ : أنشدهن يا عصمة ، فنظرت إليهن فأنشدْتُهن : وقفتُ عَلَى رسْم لمية ناقتي فَمَا زلتُ أبكي عِنْد وأخاطبُه وأسقيه حَتَّى كاد مما أبثُّهُ تُكَلِّمني أحجارُه وملاعبُه حَتَّى بلغت إِلَى قوله : هَوَى آلِفٍ جاء الْفِراقُ وَلَم تُجِلْ جوائلها أسرارُهُ ومَعَاتبه فقالت ظريفه مِمَّنْ حضر : فلتجل الآن ، فنظرت إليها حَتَّى أتيت عَلَى القصيدة إِلَى قوله : إذا سَرَحتْ من حُبٍّ مَيٍّ سَوَارِحٌ عَلَى القلب أبته جميعًا عوازبُه فقالت الظريفة منهن : قَتَلْتِهِ قَتَلَكِ اللَّه ، فقالت ميٌّ : ما أصحَّهُ وهنيئًا لَهُ ، فتنفس ذو الرمة نفسا كاد من حَرِّه يُطَيِّر شعر وجهه ، ومضيت فِي الشعر حَتَّى أتيت عَلَى قوله : وَقَدْ حلفْت بِاللَّه ميَّةُ ما الَّذِي أقول لها إِلا الَّذِي أَنَا كاذبه إذًا فرماني اللَّه من حيث لا أرى وَلا زال فِي داري عدوٌّ أحاربه فقالت الظريفة : قتلته قتلك اللَّه ، فقالت ميٌّ : خَفْ عواقب اللَّه يا غيلان ، ثُمّ أتيتُ عَلَى الشعر حَتَّى انتهي إِلَى قوله : إذا راجَعَتْكَ القولَ ميَّةُ أَوْ بدا لك الوجهُ منها أَوْ نَصَا الدِّرعَ سَالِبُهُ فيالك من جُدٍّ أسيلٍ ومنطق رخيم ومن خَلْقٍ تعلَّل جَادِبُه ها هَذِهِ وهذا القول قد راجعتك ، تريد واجهتها فمن لك أن يَنضو الدرع سالبه ، فالتفتت إليها مية ، فقالت : قاتلك اللَّه ما أعظم ما تجيئين بِهِ ، فتحدثنا ساعة ، ثُمّ قَالَت الظريفة للنساء : إن لهما شأنا فقمن بنا ، فقمن وقمت معهن فجلست بحيث أراهما ، فجعلت ميةُ تَقُولُ لَهُ : كذبت ، فلبث طويلا ثُمّ أتاني ومعه قارورةٌ فيها دُهن ، فَقَالَ : هَذَا دهنُ طيبٍ أتحفتنا بِهِ مية ، وهذه قِلادة للجُؤذُر ، واللَّه لا أَخْرجتُها من يدي أبدًا ، فكان يختلف إليها حَتَّى إذا انقضى الربيعُ ودعا النّاس الصيف أتاني ، فَقَالَ : يا عصمة ، قَدْ رحلت ميُّ فلم يبق إِلا الرَّبْعُ والآثار ، فاذهب بنا ننظر إِلَى آثارهم ، فخرجنا حَتَّى انتهينا فوقف ، وقَالَ : أَلا يا اسْلَمي يا دَارَ مَيَّ عَلَى البلَى وَلا زَال مُنْهَلًّا بجرْ عائِك القطْرُ وإن لَم تَكُوني غَيْر شامٍ بقفرةٍ تجرُّ بها الأذْيال صَيْفيَّةٌ كُدْرُ فقلت لَهُ : ما بالُك ، فَقَالَ لي : يا عصمة إني لجَلْد ، وإن كَانَ مني ما ترى فكان آخر العهد بِهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.