لن يدخل الجنة شحيح او بخيل


تفسير

رقم الحديث : 205

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيد ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِم ، عَنِ الأَصْمَعِيّ ، عَنْ يُونُس ، عَنْ أَبِي عَمْرو ، قَالَ : بعث الحَجَّاج إذ كَانَ يقاتلُ شَبِيبًا والحَرُورِيَّةَ بالعراق إلى صاحب أَهْل دمشق ، فَلَمَّا أتاه ، قَالَ لَهُ : اطْلُب لي من أصحابك رَجُلا جَليدًا بَئِيسًا ذا عَقْل ورأي ، فَقَالَ : أصلح اللَّه الأميرَ ، وما أحسَبَني إِلا وَقَدْ أصَبْتُه إن فِي أصحابي رَجُلا من حَكَمِ بْن سَعْد ، يُقَالُ لَهُ : الجرَّاحُ جَلْد صحيح العقل يَعُدُّ ذَلِكَ من نفسه يعني البأس ، قَالَ : فابعث إِلَيْهِ . فَلَمَّا رآه الحجاجُ ، قَالَ لَهُ : أدْنُ يا طويل ، فلم يَزَلْ يَقُولُ لَهُ ذَلِكَ ويُشير إِلَيْهِ بيده حَتَّى لَصِق بِهِ أَوْ كاد ، ثُمّ قَالَ : اقعد ، فقعد تَحُكُّ ركبتُه ركبتَه ، وليس عنده غيره ، ثُمّ قَالَ لَهُ : قم الساعة إِلَى فَرَسِك فاحْسُسُه وأَعْلِفه وأصلح منه ، ثُمّ خُذْ سَرْجَه ولجامه ، وسلاحك فضعه عِنْد وَتَدِ فَرَسِك ، ثُمّ ارْقُب أصحابك حَتَّى إذا أخذوا مضاجعهم ونَوَّمُوا فاشدُدْ عَلَى فَرَسك سَرْجَه ولِجَامه ، واصبب عليك سلاحك وخذ رُمْحَك واخرج حَتَّى تأتي إِلَى عسكر أعداء اللَّهِ تَعَالَى تُعاينهم ، وتَنْظر إِلَى حَالاتِهم وما هُمْ عَلَيْه ، ثُمّ تُصْبِحَني غَدًا ، وَلا تُحْدِثَنَّ شيئًا حَتَّى تنصرف ، فإذا انصرفتَ إِلَى أصحابك فَلا تخبرهم بما عهدتُه إليك . فنهض الجراحُ ، فَلَمَّا أتى أصحاب وهم مُتَشَوِّفُون لَهُ سألوه عَنْ أمره ، فَقَالَ : سألني الأمير عَنْ أمر أَهْل دمشق ، واعْتَلَّ لهم بِهِ ، ثُمّ فعل ما أمره بِهِ الحَجَّاج ، ثُمّ خرج من العسكر يريد عسكر القوم ، فَلَمَّا كَانَ فِي المَنْصَفِ من العسكرين لقي رَجُلا فِي مثل حاله ، فعلم الجراحُ أَنَّهُ عينُ العدوِّ يريدُ مثل الَّذِي خرج لَهُ ، فتواقفا وتساءلا ، ثُمّ شَدَّ عَلَيْه الجَرّاح فقتله ، وأوثق فرسه بَرحْله ، ثُمّ نَفَذَ إِلَى العسكر الَّذِي فِيهِ القومُ فعاينه ، وعرف من حاله وحال أهلَهُ ما أُمر بِهِ ، ثُمّ انصرف إِلَى القتيل ، فاحتزّ رأسه ، وأخذ سلاحه ، وجَنَّب فرسه ، وعلق الرأس فِي عُنق فرسه ، ثُمّ أقبل . وصلى الحَجَّاجُ صلاة الصبح وقعد فِي مجلسه ، وأمر بالأستار ، فرفعت وَهُوَ مُتَشَوِّف منتظرٌ الجَرّاح ، وَجَعَل يرمي بَطَرْفهِ إِلَى الناحية التي يظن أَنَّهُ يقبل منها ، فبينا هُوَ كذلك إذ أقبل الجراح يَجْنُبُ الفرس والرأس مَنُوطٌ فِي لَبَانِ فرسه ، فَأَقْبَلَ الحَجَّاج يَقُولُ ويقلب كفَّية : فعلتَ ما أمرتُك بِهِ ؟ ، قَالَ : نعم ، وما لَمْ تأمرني ، حَتَّى وقف بَيْنَ يديه وسلم ، ثُمّ نزل وحدَّث الحَجَّاج بما صنع وما عاين من القوم ، فَلَمَّا فرغ من حديثه زَبَرَهُ الحَجَّاج وانتهره ، وقَالَ لَهُ الحَجَّاج : انصرف فانصرف ، فبينا هُوَ فِي رحله إذا أقبل فَراشون يسألون عَنِ الجراح ، معهم رُواق وفَرْشٌ وجارية وكسوة ، فدلوا عَلَى رحله ، فلم يكلموه حَتَّى ضربوا لَهُ الرواق وفرشوا لَهُ فرشًا ، واقعدوا فِيهِ الجارية ، ثُمّ أتوه ، فقالوا : انهض إِلَى صلة الأمير وكرامته ، فلم يزل الجراح بعدها يعلو ويرتفع حَتَّى وُلّي أرمينية فاستشهد ، قتلته الخَزَرُ . قَالَ أَبُو حاتم : الجَرَّاح مَوْلَى مسكان أَبِي هانئ أَي أَبِي نواس ، وذلك عني أَبُو نواس بقوله حيث يَقُولُ : يا شَقِيقَ النَّفْسِ من حَكَمِ نِمْتَ عَنْ لَيْليِ وَلَم أَنَمِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.