حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عُبَيْد ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الأَصْمَعِيّ قَالَ : كُنْت يومًا عِنْد هَارُون أمير الْمُؤْمِنِين ، فقدمت إِلَيْهِ فالوذجة ، فَقَالَ : يا أصمعي ، قُلْتُ : لبيك يا أمير الْمُؤْمِنِين ، فَقَالَ : حَدَّثَنِي حديث مُزَرَّد أَخِي شَماخ ، فقلت : يا أمير الْمُؤْمِنِين إن مُزَرَّدًا كَانَ غلامًا نَهِمًا جَشِعًا ، وكانت أمُّهُ تُؤْثِرُ عيالها بالزَّاد عَلَيْه ، وكان ذَلِكَ يغيظه ويَغُمُّه ، فذهبت أُمّه يومًا فِي بعض حقوق أهلها ، وخَلَّفَتْ مُزرَّدًا فِي رَحْلِها ، فدخل الخيمة وأخذ صَاعَيْ دقيقٍ وصاعَ عَجْوةٍ وصاعَ سَمْن ، فضرب بعضه ببعض وأكله ، ثُمّ أنشأ يَقُولُ : ولما مَضَتْ أمي تزورُ عِيالها أَغَرْتُ عَلَى الْعِكْمِ الَّذِي كَانَ يُمْنَعُ خلِطتُ بِصَاعَيْ حِنطة صَاعَ عَجْوةٍ إلى صاعِ سَمْنِ وَسْطُهُ يتربَّعُ ودَبَّلْتُ أمثال الأثافِي كأنَّها رُءوسَ نِفَادٍ قُطِّعَتْ يَوْمَ تُجْمَعُ وقلت لبطني أشبع اليوم إنَّه حِمَى أُمِّنا مما تفيدُ وتجمعُ فَإِن كَانَتْ مَصْفُورًا فهذا دواؤه وإن كُنْت غرثانًا فدا يوْم تشبعُ قَالَ : فاستضحك هَارُون حَتَّى أَخَذَ عَلَى بطنه ، واستلقى ، ثُمّ قعد ، فمد يده ، وقَالَ : خُذُوا باسم اللَّه .
الأسم | الشهرة | الرتبة |