حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَنْبَارِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ الْخُتُلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو السُّكَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي زَحْرُ بْنُ حِصْنٍ ، عَنْ جَدِّهِ حُمَيْدِ بْنِ مُنْهِبٍ ، قَالَ : " حَجَّ مُعَاوِيَةُ وَعَامِلُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ مَرْوَانُ ، فَاتَّخَذَ طَعَامًا ، فَلَمَّا حَضَرَ وَجَلَسَ يَأْكُلُ قَامَ نَصْرَانِيٌّ عَلَى رَأْسِ مُعَاوِيَةَ ، وَجَعَلَ يَقُولُ : كُلْ مِنْ هَذَا فَإِنَّهُ يَنْفَعُكَ ، وَدَعْ هَذَا فَإِنَّهُ يَضُرُّكَ ، وَأُتِيَ بَعْدَ الطَّعَامِ بِجَفْنَةٍ عَظِيمَةٍ يَحْمِلُهَا أَسْوَدَانِ مُؤْتَزِرَانِ بِرَبْطَتَيْنِ بَيْضَاوَيْنِ مَمْلُوءَةٍ حَيْسًا ، أَحْسِبُ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَحْمِلُ جَفْنَةً ، فَاسْتَشْرَفَ لَهَا مُعَاوِيَةُ ، فَلَمَّا وُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ جَعَلَ يُدَبِّلُ مِنْهَا تَدْبِيلا ، فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى النَّصْرَانِيِّ ، وَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! لا تَأْكُلْ مِنْهَا وَإِلا مَزَّقْتُ ثِيَابِي ، قَالَ : وَاللَّهِ لآكُلَنَّ وَلَوْ مَزَّقْتَ بَطْنَكَ ، وَجَعَلَ يُمْعِنُ فِي الأَكْلِ حَتَّى اكْتَفَى ، ثُمَّ قَالَ : يَا مَرْوَانُ ! مَا جَفْنَتُكَ هَذِهِ ؟ ، قَالَ : عَجْوَةٌ نَاعِمَةٌ ، وَإِقْطَةٌ مُزَنَيَّةٌ وَسَمْنَةٌ جُهَنِيَّةٌ ، قَالَ : هَذِهِ وَاللَّهِ أَشْفِيَةٌ كُلُّهَا ، لا مَا يَقُولُ هَذَا النَّصْرَانِيُّ " . قَالَ مُوسَى : أَبُو السُّكَيْنِ بْنُ عَبَّاسٍ خَرَجَ إِلَى الْبَادِيَةِ إِلَى شَيْخِنَا هَذَا زَحْرِ بْنِ حِصْنٍ فَكَتَبَ مِنْهُ هَذِهِ الأَخْبَارَ ، وَكَانَ يُسَمِّيهَا : أَخْبَارُ الأَشْرَافِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |