لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به


تفسير

رقم الحديث : 223

حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد الختلي ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عُمَر البزاز ، يذكر عَنْ مُحَمَّد بْن عَبَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنة ، قَالَ عَلْقَمَة بْن لبيد الْعُطَارِدي لابنه : يا بُنيَّ ، إن نَزَعَتْكَ إِلَى صُحبةِ الرجال حاجةٌ ، فاصْحَبْ من إن صحبتَه زَانَك ، وإن خَدَمْتَه صانك ، وإن عَرَكت بِهِ مانك . مَنْ إنْ قُلْتَ صَدَّق قولك ، وإن صُلْت سَدَّد صَوْلك ، يزاوِلُ عنك مَنْ رَامَ ونَالَك . مَنْ إن مَدَدْتَ يَدَك يصلُ مَدَّها ، وإن بدرَتْ منك ثُلْمةٌ سَدَّها ، وإن رَأَى منك حسنة عَدَّها . مَنْ إن سَأَلْتُهُ أعطاك ، وإن سَكَتَّ عَنْهُ ابتدأك . من إن نزلت بك إحدى مُلِمَّات الزمان آساك ، من لا تأتيك منه البوائق ، وَلا تختلف عليك منه الطرائق ، وَلا يخذلك عِنْد الحقائق . من إن حاوَلْتَ حَوِيلا أمَرَك ، وإن تَنَازَعْتُما مَنْفَسًا آثرك . قوله : إن حاولت حويلا أَي رمت أمرًا طالبًا ومنازعًا أمرك ، ويتجه فِي قوله : أمرك وجهان ، أَحَدهمَا أن يأمرك بالصواب فِيهِ ، ويشير عليك بركوب الحزم فيما تحاوله ، ويرشدك إِلَى وجه الرأي فِي التأتي لَهُ . والوجه الثاني أن يَكُون معنى قوله : أَمِرَك كَثَّرك فيما تحاوله ، وأيَّدك فيما تجاذِبُهُ وَتُزَاوله ، وأمدك بقُوَّته ، ورَفَدَكَ بمعونته ، من قولهم : قَدْ أَمِرَ بنو فُلان : أَي كَثُروا ، كَمَا قَالَ لبيد : إن يَغْبِطُوا يَهْبِطُوا وإنْ أَمِرُوا يومًا يَصِيرُوا للذُّلِّ والعَارِ وقَالَ آخر : أُمُّ عيالٍ ضَنْؤُهَا ضَنْؤُ أَمِرْ لو نَحَرَتْ لضيْفِها عَشْرَ جُزُرْ لأصبحتْ من لحمهنَّ تَعْتَذِرْ وَقَدْ تُأُوِّل قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ : أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا سورة الإسراء آية 16 عَلَى وجهين فِي قراءة الجماعة ، والوجهان : أمرنا أَيّ أُمِرُوا بالطاعة ففسقوا ، وقيل : فِيهِ أكثرنا ، وقرئ أمَّرنا من الإمارة ، وأَمِرْنا بمعنى أكثرنا ، وروي عَنِ الْحَسَن ، أَنَّهُ قَالَ : أمِرنا بكسر الميم عَلَى معنى أكثرنا ، وأنكر الفَرَّاء هَذِهِ القراءة ، وذُكِر أن أمر لا يتعدى إِلَى مفعول ، وحكى أَبُو زَيْد التَّعَدِّي فِي هَذَا الفعل عَنِ العرب ، فصحَّت قراءةُ الْحَسَنِ من جهة العربية ، وإن شَذَّتْ عما نقلتْهُ الجماعةُ فِي هَذِهِ الكلمة من القراءة . واستقصاءُ هَذَا الفعل وتلخيصُه فِي موضعه من كتبنا فِي علوم التنزيل والتأويل .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.