لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به


تفسير

رقم الحديث : 239

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيد ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِم ، عَنِ الْعُتْبِي ، عَنْ أَبِي عُبَيْدة ، عَنْ عمارة الْعُقَيْليّ ، أَوْ غَيْر رَجُل ، عَنْ عمارة ، قَالَ : " كُنَّا نجلس عِنْد الكعبة ، وعبد الملك بْن مَرْوَان يجلسنا من رَجُل عذب اللسان لا يَمَلُّ جليسُه حديثَه ، فَقَالَ لي ذات يوْم : يا أبا إِسْحَاق ، إنك إن عشت فسترى الأعناق إليّ مادَّة ، والآمال إِلَى سامية . ثُمّ قام فنهض من عندنا ، فأقبلت عَلَى جلسائي ، فقلت : أَلا تعجبون من هَذَا الْقُرَشِيّ ، يذهب بنفسه إِلَى معالي الأمور ، وإلى أشياء لعله لا ينالها ، قَالَ : فلا واللَّهِ ما ذَهَبَت الأيامُ حَتَّى قِيلَ لي : إنَّه قَدْ أفْضَت إِلَيْهِ الخلافة ، فذكرتُ قوله ، فتحمَّلتُ إِلَيْهِ ، فوافيتُ دمشقَ يوْم جمعة ، فدخلت المقصورة ، فإذا أَنَا بِهِ وَقَدْ خرج علي من الخضراء ، فصعد المنبر فحمد للَّه جل وعز وأثنى عَلَيْه ، فبينما هُوَ يخطب إذ نظر إليّ ، ثُمّ أعرض عني ، فساءني ذَلِكَ ، ونزل فصلَّى بنا ودخل الخضراء . فَمَا جلست إِلا هنية حَتَّى خرج غلامه قائلا : أَيْنَ عمارة الْعُقَيْليّ ؟ قُلْتُ : هأنذا ، قَالَ : أجب أمير الْمُؤْمِنِين ، فدخلت إِلَيْهِ ، فسلمت عَلَيْه بالخلافة ، فَقَالَ لي : أهلا وسهلا ، وناقةً رَحْلا ، كيف بَعْدِي كُنْت ؟ وكيف كُنْت فِي سفرك ؟ وكيف من خلقت ؟ لعلك أنكرت إعراضي عنك فَإِن ذَلِكَ موضع لا يَحْتمل إِلا ما صنعت ، يا غُلام ، بَوِّئْ لَهُ بيتًا معي فِي الدار ، فأنزلني بيتًا ، فكنت آكل معه وأسامره حَتَّى مضت لي عشرون يومًا ، فَقَالَ لي : يا أبا إِسْحَاق ، قَدْ أمرنا لك بعشرين ألف دينار وأمرنا لك بحُمْلان وكسوة فلعلك قَدْ أحببت الإلمام بأهلك ، ثُمّ الإذن فِي ذَلِكَ إلينا ، أتراني حققت أملك يا أبا إِسْحَاق ؟ ، قَالَ : قُلْتُ : يا أمير الْمُؤْمِنِين ، وَإِنَّكَ لذاكر لذلك ؟ ، قَالَ : إي واللَّه ، وإن تمادى بِهِ عهد ، قُلْتُ : يا أمير الْمُؤْمِنِين ، أكان عندك عهد مما قُلْتُ لي ، أم ماذا ؟ ، قَالَ : بثلاث اجتمعن فيِّ ، منها : إنصافي جليسي فِي مجلسي ، ومنها أنِّي ما خُيِّرتُ بَيْنَ أمرين قطّ إِلا اخترتُ أيْسَرَهُما ، ومنها : قِلَّةُ المراء " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.