لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به


تفسير

رقم الحديث : 244

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زِيَاد الْمُقْرِي ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن أَبُو شبيب ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الجعد ، قَالَ : أرسل أميرُ الْمُؤْمِنِين الرشيدُ إِلَى قاضي القضاة أَبِي يُوسُف فِي ساعةٍ لَمْ يَكُنْ يُرسل إِلَيْهِ فِي مثلها ، قَالَ أَبُو يُوسُف : فتحنَّطْتُ وتكفَّنْتُ ولبست فوق ذَلِكَ ثيابي ، ودخلت علي أمير الْمُؤْمِنِين ، فألفيته جالسًا عَلَى طرف الْمُصَلَّى ، وَإِذَا بَيْنَ يديه سيف مَسْلُول ، فسلَّمْتُ ، فرد علي السَّلام وأدناني ، فشم مني رائحة الحنوط ، فَقَالَ : ما هَذِهِ الرائحة ، فأخبرته الخبر ، فاسترجع ، ثُمّ أمر بِذَلِك فنُزِعَ عَنِّي ، وجاءني بثياب ، فلبستُها ، ثُمّ قَالَ لي : تدري من خَلْفَ هَذَا الستر ؟ ، قُلْتُ : لا ، يا أمير الْمُؤْمِنِين ، قَالَ : إن خلفه أعز خلق اللَّه تَعَالَى علي ، قَالَ : فظننت أنها الخيزران ، ثُمّ قَالَ : إني أودعتها عقودًا لها مقدار ، وجوهرًا لَهُ خَطَر ، وإنِّي فقدتُ منها عِقدًا ، فحلفتُ بأيمان البَيْعةِ وأكَّدْتُها عَلَى نفسي أنها تَصْدُقُنِي عَنْ خَبَره ، فَإِن لَمْ تصدقني ضَربْتُها بسيفي هَذَا حَتَّى أُبَضِّعَها قطعًا ، قَالَ أَبُو يُوسُف : يا أمير الْمُؤْمِنِين ، قَدْ أخرجك اللَّه تَعَالَى من يمينك ، فمر بالسيف يُرَدُّ إِلَى غِمْده ، فأمر بِهِ ، فَرُدَّ إِلَى غِمده ، فقلت : يا أمير الْمُؤْمِنِين ، سَلْها وعَرِّفْها يمينك ، فسألها وغَلَّظَ عليها الأمر ، قَالَ : قُلْ لَها لا تُجِيبُك حَتَّى أقولَ لها ، ثُمّ قَالَ لها أَبُو يُوسُف : قولي قَدْ أخذتُه ، فقالت : قَدْ أخذتُه ، فَقَالَ أَبُو يُوسُف : أمسكي ، ثُمّ قَالَ : يا أمير الْمُؤْمِنِين ، فسلها ثانية ، فسألها وغَلَّظَ عليها ما حلف بِهِ ، فَقَالَ لها أَبُو يُوسُف : قولي إني لَمْ آخذه ، فقالت : لَمْ آخذه . ثُمّ التفتت إليّ أمير الْمُؤْمِنِين ، فَقَالَ : قَدْ صَدَقَتْك فِي أحد القولين ، إن كَانَتْ أخذتُه فقد صدقَتْ ، وإن كَانَتْ لَمْ تأخذه فقد صدقَتْك . فأمر لَهُ بعشرة آلاف دِرْهَم ، وقام وخرجا من البيت الَّذِي كانا فِيهِ إِلَى خِزانة ، فأمر بها ، فَفُتِحَتْ وأُخرج إِلَيْهِ أسفاطٌ ، فأمر بها فحُلتْ ، فإذا فيها جوهر لَهُ خَطَر ، فَقَالَ أَبُو يُوسُف : يا أمير الْمُؤْمِنِين ، ما رَأَيْتُ أحسن من هَذَا ، فَإِن رَأَيْت أن تهبه لي ؟ ، فَقَالَ : لا واللَّه ، ما نفسي بِذَلِك طَيِّبة ، فَقَالَ : فهبه لأم جَعْفَر ، فَقَالَ لا واللَّهِ ، وَلا نَفْسِي بِهِ طَيِّبة ، قَالَ : يا أمير الْمُؤْمِنِين ، فَإِن لَمْ تفعل لا هَذَا وَلا ذا فتُعْلِمْ أمَّ جعفرٍ أني سأَلْتُك أن تهب لها هَذِهِ العقود فأبيت ، قَالَ : أما ذا فَنَعَم ، فأعلم أم جعفرٍ بذاك ، فأنفذَتْ إِلَى أَبِي يُوسُف بمائة ألف دِرْهَم .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.