لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به


تفسير

رقم الحديث : 251

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن رستم ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عِيسَى النَّحْويّ ، قَالَ : قَالَ أبان بْن تَغْلِب ، وكان عابدًا من عبّاد البصرة : شهدت أعرابية وهي توصي ولدًا لها يريد سفرًا ، وهي تَقُولُ لَهُ : " أَيّ بُنَيّ ، اجلس أمنحْك وصيَّتي ، وبالله تَعَالَى توفيقُك ، فإنَّ الوصية أجدى عليك من كثير عقلك . قَالَ أبان : فوقفتُ مُسْتَمِعًا لكلامها مستحسنًا لوصيتها فإذا هِيَ ، تَقُولُ : أَيّ بني ، إياك والنميمة ، فَإِنَّهَا تَزْرَع الضغينة وتفرِّقُ بَيْنَ المحبين ، وإياك والتَّعَرُّض للعيوب ، فتُتَّخذَ غَرَضًا ، وخليق إلّا يثبت الغَرَض عَلَى كثرة السِّهَام ، وقلَّ ما اعْتَوَرَتِ السِّهامُ هَدَفًا إِلا كَلَمَتْهُ حَتَّى يَهِي ما اشتدَّ من قُوَّته ، وإياك والجودَ بدينك ، والبخلَ بمالك ، وَإِذَا هَزَرْتَ فاهزُرْ كريمًا يضلِينْ لِهِزَّتك ، وَلا تَهْرُز اللّئيم فَإنَّهُ صخرة لا يتفجَّرُ ماؤُها ، ومَثِّل لنفسك أمثالَ ما استحسنتَ من غيرك فاعمل بِهِ ، وما استقبحتَ من غيرك فاجْتَنِبْهُ ، فَإِن المرء لا يرى عيب نفسه ، ومن كَانَتْ مودته بِشْرَه ، وخالف ذَلِكَ فِعْلَه ، كَانَ صديقُه منه عَلَى مثل الريح فِي تصرُّفِّها ، ثُمّ أمسكَتْ ، فدنوتُ منها ، فقلت : بِاللَّهِ يا أعرابية إِلا زِدْتيه فِي الوصية ، قَالَتْ : أوقد أعجبك كلام الأعراب يا عراقي ؟ قُلْتُ : نعم ، قَالَتْ : والغدر أقبح ما تعامل بِهِ الناسُ بينهم ، ومن جمع الحلم والسخاء فقد أجاد الْحُلَّةَ رَيْطَتَها وسِرْبَالَها " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.