علي بن الجهم وحديث العشرة المبشرين بالجنة


تفسير

رقم الحديث : 414

حدثنا مُحَمَّد بْن الحسن بْن دريد ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عثمان ، عن العتبي , قَالَ : صعد رجل إلى هشام بْن عبد الملك في خضراء معاوية ، فمثل بين يديه لا يتكلم ، فقال له هشام : مالك لا تتكلم ؟ قَالَ : هيبة الملك وبهر الدرج ، فلما رجعت نفسه إليه , قَالَ له هشام : تكلم وإياك ومدحنا ، فقال : " لست أحمدك إنما أَحْمَد الله تعالى فيك ، ثُمَّ قَالَ : إن الدنيا ذمت بأعمال العباد إذا أساءوا ، ولم تحمد بأعمالهم فيها إذا أحسنوا ، وإن الدنيا لم تكتم بما فيها فتذم , ولكن إنما جهرت به ، فأخذها من أخذها بذلك وهي عليه ، وتركها من تركها لذلك وهي له ، وإن الدنيا نادت أهلها بأنها تاركة من أخذها , ومفارقة من صحبها ، ومخربة عمران من عمرها ، فمن زرع فيها شرورًا حصد حزنًا ، ومن أبر فيها هوى اجتنى ندامة ، وإنما هي لمن زهد فيها اليوم وأعرض عنها وآثر الحق عليها ، وأخذها من أخذها بعد البيان منها والإخبار عن نفسها ، فغر نفسه وسماها غرارة ، وكذب نفسه وسماها كذابة ، وزهد فيها آخرون فصدقوا مقالتها ، ورأوا آثارها في فعلها فأخذوا منها قليلا ، وقدموا فيها كثيرًا ، وسلموا من الباطل ، وصارت لهم عونًا على الحق في غيرها ، فلم تحمد بإحسان من أحسن فيها وهي له ، وذمت بإساءة من أساء فيها وهي عليه ، فأنت أحق بإساءتك فيها إذ كان الإحسان لك دونها ، فأطرق هشام يفكر في كلامه وأملس الرجل فلم يره .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.