حدثنا أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إدريس بْن عبد الكريم ، قَالَ : سمعت مزدويه ، يقول : سمعت الفضيل , يقول : " لو أن لي دعوة مستجابة لجعلتها للإمام ، فإن صلاحه صلاح العباد والبلاد ، فقام إليه ابْن المبارك , فقبل وجهه , وقال : يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك ؟ " قال القاضي : ولعمري إن في صلاح الإمام أعظم صلاح للمسلمين في دينهم ودنياهم ، وإن دعاءهم له بذلك من أحسن ما يأتونه ، ولهم فيه من وفور الحظ في اتساق معايشهم واستقامة متصرفاتهم ما لا يخيل على من كان له قلب ذكي ولب رضي ، وقد أصاب الفضيل في قوله ، وأحسن ابْن المبارك في فعله ، ونحن نسأل الله تعالى أن يرزقنا معدلة أئمتنا وإحسانهم ويعطف علينا قلوبهم ، ويمدهم بأيده ، ويشد سلطانهم بكيده ، ويوفقنا لطاعتهم وتأدية حقوقهم ، وإخلاص النصيحة لهم ، ومظاهرة أوليائهم ، وجهاد أعدائهم .
الأسم | الشهرة | الرتبة |