احبوا العرب لثلاث


تفسير

رقم الحديث : 659

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّاءَ الْعَدَوِيُّ أَبُو سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدِينِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، وَكَانَ عَقَبِيًّا بَدْرِيًّا نَقِيبًا ، أَنَّهُ قَالَ : بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ يَدْعُوهُ إِلَى الإِسْلامِ وَيُرَغِّبُهُ فِيهِ ، وَمَعِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ ، وَهِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ ، وَعَدِيُّ بْنُ كَعْبٍ ، وَنُعَيْمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّحَّامُ ، فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى جَبَلَةَ بْنِ الأَيْهَمِ دِمَشْقَ ، فَأُدْخِلْنَا عَلَى مَلِكِهِمْ بِهَا الرُّومِيِّ ، فَإِذَا هُوَ عَلَى فَرْشٍ لَهُ مَعَ الأُسْقُفِّ ، فَأَجْلَسَنَا وَبَعَثَ إِلَيْنَا رَسُولَهُ ، وَسَأَلَنَا أَنْ نُكَلِّمَهُ ، فَقُلْنَا : لا وَاللَّهِ لا نُكَلِّمُهُ بِرَسُولٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ ، فَإِنْ كَانَ لَهُ فِي كَلامِنَا حَاجَةٌ فَلْيُقَرِّبْنَا مِنْهُ ، فَأَمَرَ بِسُلَّمٍ فَوُضِعَ وَنَزَلَ إِلَى فَرْشٍ لَهُ فِي الأَرْضِ فَقَرَّبْنَا ، فَإِذَا هُوَ عَلَيْهِ ثِيَابٌ سُودٌ مُسُوحٌ . فَقَالَ لَهُ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ : مَا هَذِهِ الْمُسُوحُ الَّتِي عَلَيْكَ ؟ قَالَ : لَبِسْتُهَا نَاذِرًا أَنْ لا أَنْزِعَهَا حَتَّى أُخْرِجَكُمْ مِنَ الشَّامِ . فَقُلْنَا : قَالَ الْقَاضِي : وَذَكَرَ كَلامًا خَفِيَ عَلَيَّ مِنْ كِتَابِي مَعْنَاهُ : بَلْ نَمْلِكُ مَجْلِسَكَ وَبَعْدَهُ مُلْكَكُمُ الأَعْظَمَ فَوَاللَّهِ لأَخُذَنَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَإِنَّهُ قَدْ أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّادِقُ الْبَارُّ ، قَالَ : إِذًا أَنْتُمُ السّمرَاءُ . قُلْنَا : وَمَا السّمرَاءُ ؟ قَالَ : لَسْتُمْ بِهَا . قُلْنَا : وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ : الَّذِينَ يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَيَصُومُونَ النَّهَارَ ، قَالَ : فَقُلْنَا : نَحْنُ وَاللَّهِ هُمْ ، قَالَ : فَقَالَ : وَكَيْفَ صَوْمُكُمْ وَصَلاتُكُمْ وَحَالُكُمْ ؟ فَوَصَفْنَا لَهُ أَمْرَنَا ، فَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَرَاطَنَهُمْ , وَقَالَ لَنَا : ارْتَفِعُوا ، ثُمَّ عَلا وَجْهَهُ سَوَادٌ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ مَسَحٍ مِنْ شِدَّةِ سَوَادِهِ ، وَبَعَثَ مَعَنَا رُسُلا إِلَى مَلِكِهِمُ الأَعْظَمِ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ فَخَرَجْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَتِهِمْ ، وَنَحْنُ عَلَى رَوَاحِلِنَا عَلَيْنَا الْعَمَائِمُ وَالسُّيُوفُ ، فَقَالَ لَنَا الَّذِينَ مَعَنَا : إِنَّ دَوَابَّكُمْ هَذِهِ لا تَدْخُلُ مَدِينَةَ الْمَلِكِ ، فَإِنْ شِئْتُمْ جِئْنَاكُمْ بِبَرَاذِينَ وَبِغَالٍ . قُلْنَا : لا وَاللَّهِ لا نَدْخُلُهَا إِلا عَلَى رَوَاحِلِنَا ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ يَسْتَأْذِنُونَهُ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ أَنْ خَلُّوا سَبِيلَهُمْ ، فَدَخَلْنَا عَلَى رَوَاحِلِنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى غُرْفَةٍ مَفْتُوحَةِ الْبَابِ ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِيهَا يَنْظُرُ . قَالَ : فَأَنَخْنَا تَحْتَهَا , ثُمَّ قُلْنَا : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَيَعْلَمُ اللَّهُ لانْتَفَضَتْ حَتَّى كَأَنَّهَا نَخْلَةٌ تَصْفِقُهَا الرِّيحُ ، فَبَعَثَ إِلَيْنَا رَسُولا : إِنَّ هَذَا لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَجْهَرُوا بِدِينِكُمْ فِي بِلادِنَا ، وَأَمَرَ بِنَا فَأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ مَعَ بَطَارِقَتِهِ ، وَإِذَا عَلَيْهِ ثِيَابٌ حُمْرٌ ، وَإِذَا فَرْشُهُ وَمَا حَوَالَيْهِ أَحْمَرُ ، وَإِذَا رَجُلٌ فَصِيحٌ بِالْعَرَبِيَّةِ يَكْتُبُ ، فَأَوْمَأَ إِلَيْنَا فَجَلَسْنَا نَاحِيَتَهُ , فَقَالَ لَنَا وَهُوَ يَضْحَكُ : مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُحَيُّونِي بِتَحِيَّتِكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ ؟ فَقُلْنَا : نَرْغَبُ بِهَا عَنْكَ ، وَأَمَّا تَحِيَّتُكَ الَّتِي لا تَرْضَى إِلا بِهَا فَإِنَّا لا يَحِلُّ لَنَا أَنْ نُحَيِّيَكَ بِهَا . وَقَالَ : وَمَا تَحِيَّتُكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ ؟ قُلْنَا : السَّلامُ . قَالَ : فَمَا كُنْتُمْ تُحَيُّونَ بِهِ نَبِيَّكُمْ ؟ قُلْنَا : بِهَا . قَالَ : فَمَا كَانَ تَحِيَّتُهُ هُوَ ؟ قُلْنَا : بِهَا . وَقَالَ : فَبِمَ تُحَيُّونَ مَلِكَكُمُ الْيَوْمَ ؟ قُلْنَا : بِهَا . قَالَ : فَبِمَ يُحَيِّيكُمْ ؟ قُلْنَا : بِهَا . قَالَ : فَمَا كَانَ نَبِيُّكُمْ يَرِثُ مِنْكُمْ ؟ قُلْنَا : مَا كَانَ يَرِثُ إِلا ذَا قَرَابَةٍ ، قَالَ : وَكَذَلِكَ مَلِكُكُمُ الْيَوْمَ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ . قَالَ : فَمَا أَعْظَمُ كَلامِكُمْ عِنْدَكُمْ ؟ قُلْنَا : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ . قَالَ : فَيَعْلَمُ اللَّهُ لانْتَفَضَ حَتَّى كَأَنَّهُ طَيْرٌ ذُو رِيشٍ مِنْ حُسْنِ ثِيَابِهِ ، ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فِي وُجُوهِنَا . قَالَ : فَقَالَ : هَذِهِ الْكَلِمَةُ الَّتِي قُلْتُمُوهَا حِينَ نَزَلْتُمْ تَحْتَ غُرْفَتِي ؟ قُلْنَا : نَعَمْ . قَالَ : كَذَلِكَ إِذَا قُلْتُمُوهَا فِي بُيُوتِكُمْ تَنَفَّضَتْ لَهَا سُقُوفُكُمْ ؟ قُلْنَا : وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَاهَا صَنَعَتْ هَذَا قَطُّ إِلا عِنْدَكَ ، وَمَا ذَلِكَ إِلا لأَمْرٍ أَرَادَهُ اللَّهُ تَعَالَى . قَالَ : مَا أَحْسَنَ الصِّدْقَ ! أَمَا وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ نِصْفِ مَا أَمْلِكُ وَأَنَّكُمْ لا تَقُولُونَهَا عَلَى شَيْءٍ إِلا انْتَفَضَ لَهَا ، قُلْنَا : وَلِمَ ذَاكَ ؟ قَالَ : ذَلِكَ أَيْسَرُ لِشَأْنِهَا وَأَحْرَى أَنْ لا تَكُونَ مِنَ النُّبُوَّةِ , وَأَنْ تَكُونَ مِنْ حِيَلِ وَلَدِ آدَمَ . قَالَ : فَمَاذَا تَقُولُونَ إِذَا فَتَحْتُمُ الْمَدَائِنَ وَالْحُصُونَ ؟ قُلْنَا : نَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ , قَالَ : تَقُولُونَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَيْسَ غَيْرَهُ شَيْءٌ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ . قَالَ وَتَقُولُونَ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ . قُلْنَا : نَعَمْ . قَالَ : فَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَرَاطَنَهُمْ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا , فَقَالَ : تَدْرُونَ مَا قُلْتُ لَهُمْ ؟ قُلْتَ : مَا أَشَدَّ اخْتِلاطَهُمْ ، ثُمَّ أَمَرَ لَنَا بِمَنْزِلٍ وَأَجْرَى لَنَا نُزُلا فَأَقَمْنَا فِي مَنْزِلِنَا تَأْتِينَا أَلْطَافُهُ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً , ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ لَيْلا وَحْدَهُ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ، فَاسْتَعَادَنَا الْكَلامَ فَأَعَدْنَاهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ دَعَا بِشَيْءٍ كَهَيْئَةِ الرَّبْعَةِ ضَخْمَةٍ مُذَهَّبَةٍ فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ , ثُمَّ فَتَحَهَا فَإِذَا فِيهَا بُيُوتٌ صِغَارٌ عَلَيْهَا أَبْوَابٌ ، فَفَتَحَ مِنْهَا بَيْتًا فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ خِرْقَةَ حَرِيرٍ سَوْدَاءَ فَنَشَرَهَا ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ حَمْرَاءُ ، وَإِذَا رَجُلٌ ضَخْمُ الْعَيْنَيْنِ عَظِيمُ الأَلْيَتَيْنِ لَمْ يُرَ مثل طُولِ عُنُقِهِ فِي مثل جَسَدِهِ ، أَكْثَرُ النَّاسِ شَعْرًا . فَقَالَ لَنَا : هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ قُلْنَا : لا ، قَالَ : هَذَا آدَمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ أَعَادَهُ وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ خِرْقَةَ حَرِيرٍ سَوْدَاءَ ، فَنَشَرَهَا فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، وَإِذَا رَجُلٌ أَشْعَرُ كَثِيرُ الشَّعْرِ . قَالَ الْقَاضِي : أَرَاهُ قَالَ : ضَخْمُ الْعَيْنَيْنِ بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ عَظِيمُ الْهَامَةِ . فَقَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ قُلْنَا : لا ، قَالَ : هَذَا نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ ، ثُمَّ أَعَادَهَا فِي مَوْضِعِهَا وَفَتَحَ بَيْتًا آخَرَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ خِرْقَةَ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ شَدِيدَةُ الْبَيَاضِ ، فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْعَيْنَيْنِ شَارِعُ الأَنْفِ سَهْلُ الْخَدَّيْنِ أَشْيَبُ الرَّأْسِ ، أَبْيَضُ اللِّحْيَةِ كَأَنَّهُ حَيٌّ يَتَنَفَّسُ . فَقَالَ : أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ فَقُلْنَا : لا . قَالَ : هَذَا إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ أَعَادَهَا وَفَتَحَ بَيْتًا آخَرَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ خِرْقَةَ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : تَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ قُلْنَا : هَذَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَكَيْنَا . فَقَالَ : بِدِينِكُمْ أَنَّهُ مُحَمَّدٌ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ بِدِينِنَا إِنَّهَا صُورَتُهُ كَأَنَّمَا نَنْظُرُ إِلَيْهِ حَيًّا ، قَالَ : فَاسْتَخَفَّ حَتَّى قَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ قَائِمًا , ثُمَّ جَلَسَ فَأَمْسَكَ طَوِيلا فَنَظَرَ فِي وُجُوهِنَا ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُ كَانَ آخِرَ الْبُيُوتِ وَلَكِنِّي عَجَّلْتُهُ لأَنْظُرَ مَا عِنْدَكُمْ ، فَأَعَادَهُ وَفَتَحَ بَيْتًا آخَرَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ خِرْقَةَ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ , فَإِذَا فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ جَعْدٍ أَبْيَضَ قَطَطٍ غَائِرِ الْعَيْنَيْنِ حَدِيدِ النَّظَرِ عَابِسٍ مُتَرَاكِبِ الأَسْنَانِ مُقَلَّصِ الشَّفَةِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقَالَ : أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ قُلْنَا : لا . قَالَ : هَذَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَى جَانِبِه صُورَةٌ شبيهة بِهِ رَجُلٌ مُدَوَّرُ الرَّأْسِ عَرِيضُ الْجَبِينِ بِعَيْنِهِ قَبَلٌ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ قُلْنَا : لا . قَالَ : هَذَا هَارُونُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَفَتَحَ بَيْتًا آخَرَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ خِرْقَةَ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ , فَنَشَرَهَا فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ وَإِذَا رَجُلٌ يشبه الْمَرْأَةَ ذُو عَجِيزَةٍ وَسَاقَيْنِ ، وَسَأَلَ . قَالَ : أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ قُلْنَا : لا ، قَالَ : هَذَا دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَأَعَادَهَا وَفَتَحَ بَيْتًا آخَرَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ خِرْقَةَ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ , فَنَشَرَهَا فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، وَإِذَا رَجُلٌ أَوْقَصُ قَصِيرُ الظَّهْرِ طَوِيلُ الرِّجْلَيْنِ عَلَى فَرَسٍ لِكُلِّ شَيْءٍ مِنْهُ جَنَاحٌ . فَقَالَ : تَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ قُلْنَا : لا . قَالَ : هَذَا سُلَيْمَانُ , وَهَذِهِ الرِّيحُ تَحْمِلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، ثُمَّ أَعَادَهَا وَفَتَحَ بَيْتًا آخَرَ فِيهِ حَرِيرَةٌ خَضْرَاءُ ، فَنَشَرَهَا فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، وَإِذَا رَجُلٌ شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الْعَيْنَيْنِ شَدِيدُ سَوَادِ اللِّحْيَةِ يشبه بَعْضُهُ بَعْضًا . فَقَالَ : أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ قُلْنَا : لا ، قَالَ : هَذَا عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَأَعَادَهَا وَأَطْبَقَ الرَّبْعَةَ . قَالَ : قُلْنَا : فَأَخْبِرْنَا عَنْ قِصَّةِ الصُّوَرِ مَا حَالُهَا فَإِنَّا نَعْلَمُ أَنَّهَا تشبه الَّذِينَ صُوِّرَتْ صُوَرُهُمْ , فَإِنَّا رَأَيْنَا نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشبه صُورَتَهُ . قَالَ : أُخْبِرْتُ أَنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ أَنْبِيَاءَ بَنِيهِ , فَأَنْزَلَ عَلَيْهِ صُورَهُمْ فَاسْتَخْرَجَهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ مِنْ خَزَانَةِ آدَمَ مِنْ مَغْرِبِ الشَّمْسِ فَصَوَّرَهَا لَنَا دَانْيَالُ فِي خِرَقِ الْحَرِيرِ عَلَى تِلْكَ الصُّوَرِ فَهِيَ هَذِهِ بِعَيْنِهَا ، أَمَا وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ نَفْسِي طَابَتْ بِالْخُرُوجِ مِنْ مُلْكِي فَتَابَعْتُكُمْ عَلَى دِينِكُمْ ، وَأَنْ أَكُونَ عَبْدًا لأَسْوَئِكُمْ مَلَكَةً ، وَلَكِنَّ نَفْسِي لا تَطِيبُ ، فَأَجَازَنَا وَأَحْسَنَ جَوَائِزَنَا وَبَعَثَ مَعَنَا مَنْ يُخْرِجُنَا إِلَى مَأْمَنِنَا فَانْصَرَفْنَا إِلَى رِحَالِنَا .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ

لها رؤية

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.