حدثنا أَبُو بكر ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا الحسن بْن عبد الرحمن الربعي ، قَالَ : حَدَّثَنَا عياش بْن عبد الواحد ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْن عائشة ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : كانت عبدة بنت عَبد اللَّه بْن يزيد بْن معاوية ، عند هشام بْن عبد الملك ، وكانت من أجمل النساء ، فدخل عليها يومًا وعليها ثياب سود رقاق من هذه التي يلبسها النصارى يوم عيدهم ، فملأته سرورًا حين نظر إليها , ثُمَّ تأملها فقطب ، فقالت : مالك يا أمير المؤمنين ، أكرهت هذه ، ألبس غيرها ؟ قَالَ : لا ، ولكن ، رأيت هذه الشامة التي على كشحك من فوق الثياب ، وبك يذبح النساء ، وكانت بها شامة في ذلك الموضع ، أما إنهم سينزلونك عن بغلة شهباء ، يعني بني العباس وردة ، ثُمَّ يذبحونك ذبحًا ، قَالَ : وقوله يذبح بك النساء يعني إذا كانت دولة لأهلك ذبحوا بك من نساء القوم الذي ذبحوك ، فأخذها عَبد اللَّه بْن علي بْن عَبد اللَّه بْن العباس فكان معها من الجوهر ما لا يدري ما هو ، ومعها درع يواقيت وجوهر منسوج بالذهب ، فأخذ ما كان معها وخلى سبيلها ، فقالت في الظلمة : أي دابة تحتي ؟ قيل لها : دهماء لظلمة الليل ، فقالت : نجوت ، قَالَ : فأقبلوا على عَبد اللَّه بْن علي ، فقالوا : ما صنعت ؟ أدنى ما يكون يبعث أَبُو جَعْفَر إليها , فتخبره بما أخذت منها فيأخذه منك ، اقتلها ، فبعث في أثرها ، وأضاء الصبح فإذا تحتها بغلة شهباء ، وردة ، فلحقها الرسول , فقالت : مه ، قَالَ : أمرنا بقتلك ، قالت : هذا أهون علي ، فنزلت فشدت درعها من تحت قدميها وكميها على أطراف أصابعها وخمارها فما رئي من جسدها شيء ، والذي لحقها مولى لآل العباس ، قَالَ ابْن عائشة : فرأيت من يدخل دورنا يطلب اليواقيت للمهدي ليتم به تلك الدروع التي أخذت منها ، وإنما كانت بدنا يغطي المرأة إذا قعدت .
الأسم | الشهرة | الرتبة |