وصية علي لشريح


تفسير

رقم الحديث : 656

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هَمَّامٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَيْسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ السَّعْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَهُوَ جَالِسٌ وَحْدَهُ ، فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَتَهُ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّةً " ، قُلْتُ : مَا تَحِيَّتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " رَكْعَتَانِ " ، فَرَكَعْتُهُمَا ، ثُمَّ الْتَفَتُّ إِلَيْهِ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلاةِ فَمَا الصَّلاةُ ؟ قَالَ : " خَيْرٌ مَوْضُوعٌ فَمَنْ شَاءَ أَقَلَّ وَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ " . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ : " الإِيمَانُ بِاللَّهِ ، ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إِيمَانًا ؟ قَالَ : " أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا " ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " ، قُلْتُ : فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " مَنْ هَجَرَ السُّوءَ " ، قُلْتُ : فَأَيُّ اللَّيْلِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " جَوْفُ اللَّيْلِ الْغَابِرِ " ، قُلْتُ : فَأَيُّ الصَّلاةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " طُولُ الْقُنُوتِ " . قُلْتُ : فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " جُهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ إِلَى فَقِيرٍ فِي سِرٍّ " . قُلْتُ : فَمَا الصَّوْمُ ؟ قَالَ : " قَرْضٌ مَجْزِيٌّ وَعِنْدَ اللَّهِ أَضْعَافٌ كَثِيرَةٌ " , قُلْتُ : أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " أَغْلاهَا ثَمَنًا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا " . قُلْتُ : فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَهُرِيقَ دَمُهُ " . قُلْتُ : أَيُّ آيَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَيْكَ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : " آيَةُ الْكُرْسِيِّ " ، ثُمَّ قَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ ، مَا السَّمَوَاتُ السَّبْعُ فِي الْكُرْسِيِّ إِلا كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضِ فَلاةٍ ، وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلاةِ عَلَى تِلْكَ الْحَلَقَةِ " ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَمِ النَّبِيُّونَ ؟ قَالَ : " مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ نَبِيٍّ " . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَمِ الْمُرْسَلُونَ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : " ثَلاثُ مِائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَرَ ، جَمُّ الْغَفِيرِ " ، قُلْتُ : مَنْ كَانَ أَوَّلَ الأَنْبِيَاءِ ؟ قَالَ : " آدَمُ " ، قُلْتُ : وَكَانَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مُرْسَلا ؟ قَالَ : " نَعَمْ نَبِيًّا مُكَلَّمًا خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ " ، ثُمَّ قَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَرْبَعَةٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، سُرْيَانِيُّونَ آدَمُ وَشِيثٌ وَإِدْرِيسُ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْقَلَمِ وَنُوحٌ , وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الْعَرَبِ : هُودٌ وَصَالِحٌ وَشُعَيْبٌ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَوَّلُ الأَنْبِيَاءِ آدَمُ وَآخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَوَّلُ نَبِيٍّ مِنَ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى وَآخِرُهُمْ عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا ، وَبَيْنَهُمَا أَلْفُ نَبِيٍّ " ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ أنزل اللَّهُ تَعَالَى مِنْ كِتَابٍ ؟ قَالَ : " مِائَةَ كِتَابٍ وَأَرْبَعَةَ كُتُبٍ ، أنزل عَلَى شِيثٍ خَمْسِينَ صَحِيفَةً ، وَعَلَى إِدْرِيسَ ثَلاثِينَ صَحِيفَةً ، وَعَلَى إِبْرَاهِيمَ عِشْرِينَ صَحِيفَةً ، وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ " ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَا كَانَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ ؟ قَالَ : " أَمْثَالٌ كُلُّهَا : أَيُّهَا الْمَلِكُ الْمُبْتَلَى الْمَغْرُورُ ، لَمْ أَبْعَثْكَ لِتَجْمَعَ الدُّنْيَا بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ وَلَكِنْ بَعَثْتُكَ لِتَرُدَّ عَنِّي دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنِّي لا أَرُدُّهَا وَلَوْ كَانَتْ مِنْ كَافِرٍ ، وَعَلَى الْعَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوبًا أَنْ تَكُونَ لَهُ ثَلاثُ سَاعَاتٍ : سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ ، وَسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ وَيَتَفَكَّرُ بِمَا صَنَعَ ، وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا بِحَاجَتِهِ مِنَ الْحَلالِ , فَإِنَّ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ عَوْنًا لِتِلْكَ السَّاعَاتِ اسْتِجْمَامًا لِلْقُلُوبِ وَتَفْرِيغًا لَهَا ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ بَصِيرًا بِزَمَانِهِ ، مُقْبِلا عَلَى شَأْنِهِ ، حَافِظًا لِلِسَانِهِ , فَإِنَّ مَنْ حَسَبَ كَلامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلامُهُ إِلا فِي مَا يَعْنِيهِ ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ طَالِبًا لِثَلاثٍ : مَرَمَّةً لِمَعَاشٍ ، أَوْ تَزَوُّدًا لِمَعَادٍ ، أَوْ تَلَذُّذًا فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ " ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَا كَانَتْ صُحُفُ مُوسَى ؟ قَالَ : " كَانَتْ عِبَرًا كُلَّهَا : عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ ثُمَّ يَفْرَحُ ، وَلِمَنْ أَيْقَنَ بِالنَّارِ ثُمَّ يَضْحَكُ ، وَلِمَنْ يَرَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا ثُمَّ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا , وَلِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ كَيْفَ يَنْصَبُ ، وَلِمَنْ أَيْقَنَ بِالْحِسَابِ ثُمَّ لا يَعْمَلُ " ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ فِي الدُّنْيَا مِمَّا أنزل اللَّهُ عَلَيْكَ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ؟ قَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ ، تَقْرَأُ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى { 14 } وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى { 15 } بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا { 16 } وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى { 17 } إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى { 18 } صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى سورة الأعلى آية 14-19 " , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَوْصِنِي . قَالَ : " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّهُ زَيْنٌ لأَمْرِكَ كُلِّهِ " ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي . قَالَ : " عَلَيْكَ بِتِلاوَةِ الْقُرْآنِ وَذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ ذِكْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ وَنُورٌ لَكَ فِي الأَرْضِ " . قُلْتُ : زِدْنِي . قَالَ : " عَلَيْكَ بِطُولِ الصَّمْتِ فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيْطَانِ وَعَوْنٌ لَكَ عَلَى أَمْرِ دِينِكِ " ، قُلْتُ : زِدْنِي . قَالَ : " إِيَّاكَ وَكَثْرَةَ الضَّحِكِ فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ وَيَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ " ، قُلْتُ : زِدْنِي ، قَالَ : " قُلِ الْحَقَّ ، وَإِنْ كَانَ مُرًّا " ، قُلْتُ : زِدْنِي . قَالَ : " حِبَّ الْمَسَاكِينَ وَجَالِسْهُمْ " ، قُلْتُ : زِدْنِي ، قَالَ : " لا تَخَفْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ " ، قُلْتُ : زِدْنِي . قَالَ : " لِيَحْجِزْكَ عَنِ النَّاسِ مَا تَعْلَمُ مِنْ نَفْسِكَ ، وَلا تَجِدَّ عَلَيْهِمْ فِي مَا تَأْتِي " ، ثُمَّ قَالَ : " كَفَى بِالْمَرْءِ عَيْبًا أَنْ تَكُونَ فِيهِ ثَلاثُ خِصَالٍ : أَنْ يَعْرِفَ مِنَ النَّاسِ مَا يَجْهَلُ مِنْ نَفْسِهِ ، وَيَسْتَحْيِي لَهُمْ مِمَّا هُوَ فِيهِ ، وَيُؤْذِي جَلِيسَهُ فِي مَالا يَعْنِيهِ " ، ثُمَّ قَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ ، لا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ وَلا وَرَعَ كَالْكَفِّ وَلا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي ذَرٍّ

صحابي

عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ

ثقة

عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ

ثبت رضي حجة إمام كبير الشأن

ابْنُ جُرَيْجٍ

ثقة

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ السَّعْدِيُّ

ضعيف الحديث

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَيْسِيُّ

مجهول الحال

الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هَمَّامٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْبَصْرِيُّ

مجهول الحال

عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَصْرِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.