الملائكة وعيد الفطر


تفسير

رقم الحديث : 700

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحَسَن بن دريد ، قَالَ : أَخْبَرَنَا السكن بن سعيد ، عَن مُحَمَّد بن عباد ، عَن ابن الكلبي ، عَن الشرقي بن القطامي ، قَالَ : كَانَ شمر يرعش الملك الحميري ، ميمون النقيبة مغضور الناصية ، مظفرًا بعيدَ الصيت ، وطّاءً للسَّعد ، وملك ثمانيًا وأربعين سنة ، هكذا يقول أهل اليمن فِي سيرة ملوكهم . فلمّا تقاربت أيّامه ، وأشفى على انقضاء مدته ، وهو شمر يرعش بن تبع بن ياسر يَنعم ، تبع بن عَمْرو ذي الأذعار ، تبع بن أبرهة ذي المنار ، تبع بن الرائش ، تبع بن قيس بن صيفي ، جمع بنيه ، وهم ثلاثة : دريد ، ومكنف ، وشرحبيل ، فقال : تناهت المدة ، وتقضّت الْعِدَّة ، وجاء ما لا يُدْفَع ، وحلَّ ما لا يُمْنَع ، وقد بلغتُ من السن مدى فِي دونه ، تُنجذ التجارب ذا الحجى ، وإني مُلق إليكم كلامًا ، أستدلُّ بجوابه على ألبابِكم ، وأسبرُ بِهِ حصافة رويَّتكم ، لتطمئن نفسي عند فراقكم أن لي خلفًا أُذكرُ بِهِ ، وإن كَانَ غناءُ ذَلِكَ عنّي قليلا . فقالوا قل ، فقال : " ما المجد ؟ فقالوا : ابتناء المكارم ، وحملُ المغارم ، والاضطلاع بالعظائم ، وظَلَفُ النفس عَن ركوب المظالِم . قَالَ : فما الشرف ؟ قالوا : كَرَمُ الجوار ، وصيانةُ الأقدار ، وبذلُ المطلوب فِي الْيُسر والإعسار . قَالَ : فما الدناءة ؟ قالوا : تتبّع التّافه اليسير ، ومنع النزر الحقير ، قَالَ : فما المروَّة ؟ قالوا : سمّو الهمَّة ، وصيانة النفس عَن المذمَّة . قَالَ : فما الكلفة ؟ قالوا : التماس ما لا يعنيك ، ومطالبة مالا يؤاتيك . قَالَ : فما الحلم ؟ قالوا : كظم الغيظ ، وضبط النفس عند الغضب ، وبذل العفو عند القدرة . قَالَ : فما الجهل ؟ قالوا : معاجلة الوثوب ، والغباوة بعواقب الخطوب . قَالَ : فما الجرأة ؟ قالوا : حفظ ما استرعيت ، ومجانبة ما استكفيت . قَالَ : فما الأربة ؟ قالوا : انتظارُ الفرصة ، والتوقّف عند الشبهة . قَالَ : فما الشجاعة ؟ قالوا : صدق البأس ، والصبر عند المراس . قَالَ : فما العجز ؟ قالوا : العجلة قبل الاستمكان ، والتأنّي بعد الفرصة . قَالَ : فما الجبن ؟ قالوا : النزق عند الفزع ، والهلع عند الجزع . قَالَ : فما السماحة ؟ قالوا : حسن البشر عند السؤال ، واستقلال كَثِير النوال . قَالَ : فما الشح ؟ قالوا : أن ترى القليل إسرافًا ، والبذل إتلافًا . قَالَ : فما الظرف ؟ قالوا : حسن المجاورة ، ولين المعاشرة . قَالَ : فما الصَّلف ؟ قالوا : التّعظم مع صغر القدر ، واستشعار الكبر مع قلة الوفر . قَالَ : فما الفهم ؟ قالوا : لسان مُراعٍ ، وقلب واعٍ . قَالَ : فما الغنى ؟ قالوا : قلَّة التّمنّي ، والرضا بِما يكفي . قَالَ : فما السُّؤدد ؟ قالوا : اصطناعُ العشيرة ، وحملُ الجريرة . قَالَ : فما السَّنا ؟ قالوا : حُسن الأدب ، ورعاية الحسب . قَالَ : فما اللُّؤم ؟ قالوا : إحراز النَّفس ، وإسلام العرس . قَالَ : فما الدناءة ؟ قالوا : الجلوس على الخسف ، والرّضا بالهوان . قَالَ : فما الفقر ؟ قالوا : شَرَهُ النفس ، وشدة القنوط . قَالَ : فما الشرف ؟ قالوا : الفعل الكريم ، والحَسَبُ الصميم ، والفرع العميم . قَالَ : انصرفوا يا بَنِيّ ، الآن أسمحت للموت قَرونتي ، وأنشأ يقول : هَوَّن فَقْدَ الحياة أنِّي خلَّفْتُ ذكْرًا على الزمانِ أخلافَ أسلافِ بيتِ مُلْك مُؤَيّد الأسِّ والبواني فالآن فلترشف المنايا ما أسْأر الدهرُ من جَنابي " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.