ما اعده الله للصالحين


تفسير

رقم الحديث : 728

حَدَّثَنِي الْحَسَن بن مُحَمَّد بن إسحاق أحد إخواننا ، عَن بحشل القارئ ، وَكَانَ مشهورًا بحس الصوت ، ينتابه الناس لاستماع قراءته ، وعذوبة تلاوته ، قَالَ : كَانَ بحشَل مشنوءَ الخلقة ، شتيم الوجه ، جهم الصورة ، وَكَانَ يريد النكاحَ ، فإذا خطبَ النساء رُدَّ ، ولم يُرَدْ لبشاعة منظره ، وإذا شرع فِي ابتياع الإماء أَبَيْنَهُ ونبون عَنْهُ ، والتوين عَلَيْهِ ، ورغبن عَن مخالطته . فشكا إلى صديق لَهُ يأنس بِهِ ما يلقى من مضض التعزُّبِ ، وتعذر المباعلة ، ويقاسي من شدة الشبق ، وفَقْدِ المباضعة ، ونفور النساء عَنْهُ لسماجة الخلقة ، فقال لَهُ : " أنا أسعى لك فِي هذا بِما يؤدي إلى محبتك . ومضى إلى سوق الرقيق ، فابتاع جاريةً حلوة مقبولة ، وصار بِهَا فِي آخر النهار إلى منزل بحشل ، فلمَّا استقرا فِي منزله أحضر الطعام ، واجتمعا على العشاء ، ثُمَّ وثب الرجل فودَّع بحشلا وخلَّف الجارية عنده ، فتعلقت بثوبه ، وقالت : إلى أين تمضي وتخلّفني ؟ فقال : أمضي إلى منزلي ، وأنت عند مولاكِ . قالت : ومن مولاي ؟ فقَالَ : هذا ، فصرخت ، وقالت : ظننتُ أنك مولاي ، وأما هذا فلو أُرغبت أو أرهبت بكل شيء ما خاليته فِي منزل . فلم يزل الرجل يديرها ويلويها ، ويستعطفها ويداريها ، ويبذل لَهَا فاخر الكساء ، ونفيسَ الْحُلي ، والإخدام ، والتكرمة ، والإعظام ، وهي مصرَّة على نفورها ، مقيمةٌ على إبائها . فلمَّا يئس من قبولها ، قَالَ لَهَا : فإني مباكرٌ إلى هاهنا ، وحاملك إلى السوق للبيع . قالت : فأين أبيتُ ؟ قَالَ : هاهنا ، قالت : لا أفعل ، قَالَ : فإنّا ندخلك بيتًا تبيتين فِيهِ ، ونقفله عليك ، قالت : على أن يكون مفتاحه معي . ففعل ذَلِكَ ، وانصرفَ الرجل ، وقام بحشل وقت وِرْدِهِ من الليل لصلاته ، ورفع بالقراءة صوته ، فطربت إِلَيْهِ وشُغفت بِهِ ، ووقع فِي قلبها حبه ، فجعلت تناديه : يا مولاي ، يا مولاي ، خُذ المفتاح ، وافتح الباب ، وأخرجني إليك ، أو ادخل إليّ فأنا طوعُ يديك . فلم يلتفت إليها حَتَّى قضى صلاته ، ثُمَّ فتح الباب ، فجعلت تعتذرُ إِلَيْهِ ، وقبَّلت يديه ورجليه ، واستولدها " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.