حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ نُصَيْرٍ الْحَرْبِيُّ الْجَمَّالُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاثِ مِائَةٍ إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي نَجِيحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزِّمَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ صُرَدَ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِي قُتَيْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدُبٍ ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ : أَخَذَ بِيَدِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَأَخْرَجَنِي إِلَى الْجَبَّانِ ، فَلَمَّا أَصْحَرَ جَلَسَ ثُمَّ تَنَفَّسَ ، ثُمَّ قَالَ : " يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ ، الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ ، فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا ، احْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ : النَّاسُ ثَلاثَةٌ : فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، وَهَمِجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ , يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ ، الْعِلْمُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْمَالِ ، الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ ، الْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الْعَمَلِ ، وَالْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَاتُ ، وَمَحَبَّةُ الْعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ يَكْسِبُهُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ وَجَمِيلَ الأُحْدُوثَةِ بَعْدَ مَوْتِهِ , يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ ، الْعِلْمُ حَاكِمٌ ، وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ ، وَصَنِيعَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ ، مَاتَ خُزَّانُ الأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ ، أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ ، وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ , إِنَّ هَاهُنَا لَعِلْمًا جَمًّا ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ، لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً ، بَلْ أَصَبْتُ لَهُ لَقِنًا غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ ، يَسْتَعْمِلُ لَهُ آلَةَ الدِّينِ بِالدُّيْنَا ، يَسْتَظْهِرُ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَى عِبَادَتِهِ ، وَبِحُجَّتِهِ عَلَى كِتَابِهِ ، أَوْ مُنْقَادًا لأَهْلِ الْحَقِّ لا بَصِيرَةَ لَهُ فِي إِحْيَائِهِ ، يَقْدَحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ ، فَلا ذَا وَلا ذَا ، أَوْ مَنْهُومًا بِاللَّذَّةِ ، سَلِسَ الْقِيَادِ لِلشَّهَوَاتِ ، أَوْ مُغْرَمًا بِجَمْعِ الأَمْوَالِ وَالادِّخَارِ ، لَيْسَا مِنْ دَعَائِمِ الدِّينِ ، أَقَرَبُ شَبَهًا بِهِمَا الأَنْعَامُ السَّائِمَةُ , كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ , اللَّهُمَّ بَلَى ، لَنْ تَخْلُوَ الأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ لِكَيْلا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَبَيِّنَاتُهُ . أُولَئِكَ الأَقَلُّونَ عَدَدًا ، الأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ قَدْرًا ، بِهِمْ يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْ حُجَجِهِ حَتَّى يُؤَدُّوهَا إِلَى نُظَرَائِهِمْ ، وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ ، هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الأَمْرِ ، فَاسْتَلانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ ، وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ ، صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَلَكُوتِ الأَعْلَى ، أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي بِلادِهِ ، وَالدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ ، آهٍ آهٍ شَوْقًا إِلَى رُؤْيَتِهِمْ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |
كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ | كميل بن زياد النخعي / ولد في :12 / توفي في :82 | ثقة |
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدُبٍ | عبد الرحمن بن جندب الفزاري | مقبول |
ضِرَارُ بْنُ صُرَدَ | ضرار بن صرد التيمي | متروك الحديث |
نَجِيحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزِّمَّانِيُّ | نجيح بن إبراهيم الكرماني / توفي في :278 | ضعيف الحديث |