حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى الصولي ، قَالَ : حَدَّثَنِي عبد الله بن الْحُسَيْن ، قَالَ : حَدَّثَنِي النجدي ، عَن إِبْرَاهِيم بن الْحَسَن بن سهل ، قَالَ : " كَانَ المأمون يتعصّب للأوائل من الشعراء ، ويقول : انقضى الشعر مع انقضاء ملك بني أميَّة . وَكَانَ عمي الفضل ، يقول لَهُ : الأوائل حجةٌ وأصول ، وهؤلاء أحسن تفريعًا ، إلى أن أنشده يومًا عبد الله بن أيوب التيمي ، شعرًا مَدَحَهُ فِيهِ ، فلمّا بلغ قَوْله : ترى ظاهرَ المأمون أحسنَ ظاهرٍ وأحسنُ منه ما أسرَّ وأضمرا يُناجي لَهُ نفسًا ترِيعُ بِهمةٍ إلى كل معروفٍ وقلبًا مطهّرا ويخشعُ إكبارًا لَهُ كلُّ ناظرٍ ويأبى لِخوفِ الله أن يتكبّرا طويلُ نجادِ السيف مضطمرُ الحشا طواهُ طرادُ الخيل حَتَّى تحسّرا رِفَلٌّ إذا ما السّلم رَفَّلَ ذيله وإنْ شَمَّرَتْ يومًا لَهُ الحربُ شَمّرا فقال للفضل : ما بعد هذا مدح ، وما أَشْبَهَ فروعَ الإحسانِ بأصوله " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |