حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن مُحَمَّد بن بشار الأَنْبَارِيّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَن بن عليل العنزي ، قَالَ : حَدَّثَنَا علي بن الصباح ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو البدر هشام بن مُحَمَّد الكلبي ، قَالَ : " كَانَ لقمان بن عاد بن عاديا ، وَكَانَ من بني صدى بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح ، رجلا غيورًا ، وَكَانَ لا يتزوج امرأة إلا فجرت ، فتزوّج جاريةً صغيرة لا تدري ما الرجال ، وبنى لَهَا بيتًا فِي رأس جبل ، وجعل لَهُ خطافًا ، وَكَانَ يصعدُ إِلَيْهِ وينزل منه بالسلاسل ، فإذا تنحى عَنْهُ نحى السلاسلَ ، فبصر بِهَا غلامٌ من عاد ، فعشقها ، فقال لأهله : لئن لَمْ تَجمعوا بيني وبين امرأة لقمان بن عاد لأجلبنَّ عليكم حربًا ترقّص أشياخكم . قالوا : كيف الوصولُ إليها ؟ قَالَ : بأن تَجعلوني بين سيوفٍ تودعونها لقمانَ إلى أجل ، ثُمَّ تستردُّونها منه حين يحين ذَلِكَ . فجعلوه بين سيوفٍ ، وجاءوا بِهَا لقمان ، فأودعوه إيّاها فقبلها ، ووضعها فِي ذَلِكَ الموضع ، فلمّا نزل تحرك الغلام فخرج . فكان يكون معها ، فإذا جاء لقمان توارى ، فلمّا انقضى الأجل جاء أهلُهُ يطلبونَ السيوف ، فأعطاهم إياها وهو فيها . ثُمَّ إن لقمان كَانَ ذات يوم جالسًا فِي ذَلِكَ الموضع على سريرٍ لَهُ مع امرأته ، فرفع رأسه ، فإذا نُخامةٌ تنوسُ فِي السقف ، فقال لَهَا : ما هذه ؟ قالت : منّي . قَالَ أَبُو بكر : النوس : حركة الشيء المتدلي . قَالَ : فتنخَّمي . ففعلت : فلم تصنع شيئًا . قَالَ : يا ويلاه ، السيوف دهتني ، ثُمَّ احتملها فألقاها من ذَلِكَ الموضع فقتلها . فنزل غضبان شديدَ الغضب ، فلقيته ابنته صُحْر ، فقالت : ما لي أراكَ يا أبةِ شديدَ الغضب ؟ قَالَ : وأنت أيضًا من النساء ، فأخذَ حجرًا ، فضربَ رأسها ، فقتلها . فضربت بِهَا العرب المثل ، فقالوا : ما أذنبت إلا ذنبَ صحر . ويضربونه لِمن يُعاقَب ، ويُؤاخَذ ولا ذنبَ لَهُ . وَفِي ذَلِكَ يقول خفاف بن ندبة ، للعباس بن مرداس السلمي : وعبّاس يدبُّ لي المنايا وما أذنبتُ إلا ذنبَ صُحْرِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |