زكاة الراس


تفسير

رقم الحديث : 792

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر بن عرفة الأَزْدِيّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو العباس المنصوري ، قَالَ : لَمَّا قتل المنصور أبا مسلم ، قَالَ : " رحمكَ الله أبا مسلم ، فإنك بايعتنا ، وبايعناك ، وعاهدتنا ، وعاهدناك ، ووفيتَ لنا ، ووفينا لك ، فإنك بايعتنا على أَنَّهُ من خرج علينا قتلناه ، وأنك خرجت علينا ، فقتلناك ، وحكمنا لك حكمك لنا على نفسك . قَالَ : ولما أراد المنصور قتله ، دَسَّ رجالا من القواد منهم شبيب بن واج وتقدَّم إليهم ، فقال : إذا سمعتم تصفيقي ، فاخرجوا إِلَيْهِ فاضربوه . فلما حضر حاوره طويلا حَتَّى قَالَ لَهُ فِي بعض قَوْله : وقتلت وجوه شيعتنا فلانًا وفلانًا ، وقتلت سُلَيْمَان بن كَثِير ، وهو من رؤساء أنصار دولتنا ، فقتلت لاهزًا ، قَالَ : إنَّهم عَصَوْنِي فقتلتهم . وقد كَانَ قبل ذَلِكَ ، قَالَ المنصور لَهُ : ما فعل سيفان ، بلغني أَنّك أخذتهما من عبد الله بن علي ؟ قَالَ : هذا أحدهما يا أمير المؤمنين ، يعني : السيفَ الَّذِي هُوَ متقلّدٌ بِهِ . قَالَ : أرنيه ، فدفعه إِلَيْهِ ، فوضعه المنصور تَحت مصلاه ، وسكنت نفسه . فلمّا قَالَ ما قَالَ ، قَالَ المنصور : يا للعجب ، أتقتلهم حين عصوكَ ، وتعصيني أنتَ فلا أقتلك ؟ ثُمَّ صفق ، فخرج القومُ وبدرهم إِلَيْهِ شبيبٌ ، فضربه فلم يزد على أن قَطَعَ حمائلَ سيفه . فقال لَهُ المنصور : اضربه قطع الله يدك ، فقال أَبُو مسلم : يا أمير المؤمنين ، استبقني لعدوّك ، قَالَ : وأيُّ عدوٍّ أعدى منك ؟ فضربوهُ بأسيافهم حَتَّى قطعوهُ إربًا إربًا . فقال المنصور : الحمدُ لله الَّذِي أراني يومك يا عدو الله . واستؤذنَ لعيسى بن موسى ، فلمّا دخلَ ورأى أبا مسلم على تِلْكَ الحال ، وقد كَانَ يكلم المنصور فِي أمره لعناية كانت منه بِهِ ، استرجعَ ، فقال لَهُ المنصور : احمد الله فإنك إنّما هجمتَ على نعمةٍ ، ولم تهجم على مصيبة ، ففي ذَلِكَ يقول أَبُو دلامة : أبا مجرمٍ ما غَيَّرَ الله نعمةً على عبدِهِ حَتَّى يُغَيِّرها العبدُ أبا مجرمٍ خوفتني القتل فانتحى عليكَ بِما خوفتني الأَسدُ الوردُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.