ذكر المثل الذي ضربه الله والنبي صلى الله عليه وسلم للمؤمن والايمان


تفسير

رقم الحديث : 181

أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَامِعٍ ، بِمِصْرَ ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو يَزِيدَ الْمِصْرِيُّ ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَا كَانَ مِنْ نَبِيٍّ إِلا كَانَ لَهُ حَوَارِيُّونَ يَهْتَدُونَ بِهَدْيهِ ، وَيَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِهِ ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ ، يَقُولُونَ مَا لا يَعْمَلُونَ ، وَيَعْمَلُونَ مَا يُنْكِرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ مِثْلُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ " ، هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يَعْقُوبَ ، وَابْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، وَتَرَكَهُ الْبُخَارِيُّ وَلا عِلَّةَ لَهُ ، وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْجُمَحِيُّ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَ مَعْنَاهُ ، وَقَوْلٌ آخَرُ لِجَمَاعَةٍ آخَرِينَ مِنْ أَهْلِ الْجَمَاعَةِ ، قَالُوا : لَمْ يُرِدِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ فِي خَبَرِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ كَمَالَ الإِيمَانِ ، وَلَكِنْ أَرَادَ الدُّخُولَ فِي الإِيمَانِ الَّذِي يَخْرُجُ بِهِ مِنْ مِلَلِ الْكُفْرِ وَيَلْزَمُ مَنْ أَتَى بِهِ اسْمُ الإِيمَانِ ، وَحُكْمُهُ مِنْ غَيْرِ اسْتِكْمَالٍ مِنْهُ لِلإِيمَانِ كُلِّهُ ، وَهُوَ التَّصْدِيقُ الَّذِي عَنْهُ يَكُونُ سَائِرُ الأَعْمَالِ ، فَقَالُوا : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ سورة آل عمران آية 19 ، وَقَالَ : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ سورة آل عمران آية 85 ، وَقَالَ : وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا سورة المائدة آية 3 ، قَالُوا : فَالإِسْلامُ الَّذِي رَضِيَهُ اللَّهُ هُوَ الإِيمَانُ ، وَالإِيمَانُ هُوَ الإِسْلامُ ، لِقَوْلِهِ : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ سورة آل عمران آية 85 ، فَلَوْ كَانَ الإِيمَانُ غَيْرَ الإِسْلامِ لَكَانَ مَنْ دَانَ اللَّهَ بِالإِيمَانِ غَيْرَ مَقْبُولٍ مِنْهُ ، وَقَالُوا : الإِيمَانُ فِي اللُّغَةِ هُوَ التَّصْدِيقُ ، وَالإِسْلامُ فِي اللُّغَةِ هُوَ الْخُضُوعُ ، فَأَصْلُ الإِيمَانِ التَّصْدِيقُ بِاللَّهِ وَبِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِهِ ، وَإِيَّاهُ أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالإِيمَانِ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَعَنْهُ يَكُونُ الْخُضُوعُ لِلَّهِ ، لأَنَّهُ إِذَا صَدَّقَ بِاللَّهِ خَضَعَ لَهُ وَإِذَا خَضَعَ لَهُ أَطَاعَ ، فَالْخُضُوعُ عَنِ التَّصْدِيقِ هُوَ أَصْلُ الإِسْلامِ ، وَمَعْنَى التَّصْدِيقِ هُوَ الْمَعْرِفَةُ بِاللَّهِ ، وَالاعْتِرَافُ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وَبِوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ وَوَاجِبِ حَقِّهِ ، وَتَحْقِيقُ مَا صَدَّقَ بِهِ الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ وَالتَّحْقِيقُ فِي اللُّغَةِ تَصْدِيقُ الأَصْلِ فَمِنَ التَّصْدِيقِ بِاللَّهِ يَكُونُ الْخُضُوعُ لِلَّهِ ، وَعَنِ الْخُضُوعِ يَكُونُ الطَّاعَاتُ وَأَوَّلُ مَا يَكُونُ عَنْ خُضُوعِ الْقَلْبِ لِلَّهِ الَّذِي أَوْجَبَهُ التَّصْدِيقُ مِنْ عَمِلِ الْجَوَارِحِ الإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ ، لأَنَّهُ لَمَّا صَدَّقَ بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّهُ خَضَعَ لَهُ بِالْعُبُودِيَّةِ مُخْلِصًا ، ثُمَّ ابْتَدَأَ الْخُضُوعَ بِاللِّسَانِ ، فَأَقَرَّ بِالْعُبُودِيَّةِ مُخْلِصًا كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ : أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ سورة البقرة آية 131 ، أَيْ أَخْلَصْتُ بِالْخُضُوعِ لَكَ ، وَحُجَّتُهُمْ لِهَذَا الْقَوْلِ سُؤَالُ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

صحابي

أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى

صحابي

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ

صدوق حسن الحديث

جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ

ثقة

الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ

ثقة

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ

صدوق حسن الحديث

سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ

ثقة ثبت

يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو يَزِيدَ الْمِصْرِيُّ

ثقة

أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَامِعٍ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.