أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالُوا : ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ عَنْ عِمَارَةَ بْنِ القَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ هُرَيْرَةَ ، قَالَ : " وُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَصْعَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ فَتَنَاوَلَ الذِّرَاعَ ، وَكَانَ أَحَبَّ الشَّاةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَهَسَ نَهْسَةً ، فَقَالَ : أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ نَهَسَ أُخْرَى ، فَقَالَ : أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّ أَصْحَابَهُ لا يَسْأَلُونَهُ ، قَالَ : أَلا تَقُولُونَ كَيْفَ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ ؟ قَالَ : يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِيَ وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرَ ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ مِنْ رُؤُوسِهِمْ فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِمْ حَرُّهَا وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ دُنُوُّهَا مِنْهُمْ ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُونَ مِنَ الضَّجَرِ ، وَالْجَزَعِ مِمَّا هُمْ فِيهِ فَيَأْتُونَ آدَمَ ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ آدَمُ أَبُو الْبَشَرِ ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَأَمَرَ الْمَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا ، أَلا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ ؟ فَيَقُولُ آدَمُ : إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَكَانَ أَمَرَنِي أَمْرًا فَعَصَيْتُهُ وَأَطَعْتُ الشَّيْطَانَ ، نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ وَأَخَافُ أَنْ يَطْرَحَنِي فِي النَّارِ ، انْطَلِقُوا إِلَى غَيْرِي ، نَفْسِي نَفْسِي ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُونَ فَيَأْتُونَ إِلَى نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَيَقُولُونَ : يَا نُوحُ ، أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَأَوَّلُ رُسُلِ اللَّهِ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ ؟ ، فَيَقُولُ نُوحٌ : إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنَّهُ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ فَدَعَوْتُ بِهَا عَلَى قَوْمِي فَأُهْلِكُوا ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَطْرَحَنِي فِي النَّارِ ، انْطَلِقُوا إِلَى غَيْرِي ، نَفْسِي نَفْسِي ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُونَ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَيَقُولُونَ : يَا إِبْرَاهِيمُ ، أَنْتَ خَلِيلُ اللَّهِ ، قَدْ سَمِعَ بِخُلَّتِكَ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الأَرْضِ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ ، فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ : إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَذكر الْكَوْكَبَ قَوْلَهُ : إِنَّهُ رَبِّي سورة يوسف آية 23 ، وَقَوْلَهُ لآلِهَتِهِمْ : هَذَا كَبِيرُهُمْ ، وَقَوْلَهُ : إِنِّي سَقِيمٌ سورة الصافات آية 89 ، وَأَخَافُ أَنْ يَطْرَحَنِي فِي النَّارِ ، انْطَلِقُوا إِلَى غَيْرِي ، نَفْسِي نَفْسِي ، فَيَنْطَلِقُونَ حَتَّى يَأْتُونَ مُوسَى ، فَيَقُولُونَ : يَا مُوسَى ، أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ ، اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاتِهِ وَكَلَّمَكَ تَكْلِيمًا ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ ؟ فَقَالَ مُوسَى : إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِهَا ، فَأَخَافُ أَنْ يَطْرَحَنِي فِي النَّارِ ، انْطَلِقُوا إِلَى غَيْرِي ، نَفْسِي نَفْسِي ، فَيَنْطَلِقُونَ حَتَّى يَأْتُوا عِيسَى ، فَيَقُولُونَ : يَا عِيسَى أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ ، أَنْتَ كَلِمَةُ اللَّهِ وَرُوحُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ ؟ فَيَقُولُ عِيسَى : إِنَّ رَبِّيَ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، قَالَ عُمَارَةُ : وَلا أَعْلَمُهُ ذكر ذَنْبًا ، وَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَطْرَحَنِي فِي النَّارِ ، انْطَلِقُوا إِلَى غَيْرِي ، نَفْسِي نَفْسِي ، فَيَنْطَلِقُونَ ، فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي ، فَيُقِيمُنِي رَبُّ الْعَالَمِينَ مَقَامًا لَمْ يُقِمْهُ أَحَدًا قَبْلِي ، فَيَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ ، سَلْ تُعْطَهْ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، أُمَّتِي أُمَّتِي ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِي الأَبْوَابِ الأُخَرِ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّ مَا بَيْنَ الْبَابِ إِلَى الْبَابِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرَ ، أَوْ : " مَكَّةَ ، وَبُصْرَى " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |
أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ | أبو زرعة بن عمرو البجلي | ثقة |
عِمَارَةَ بْنِ القَعْقَاعِ | عمارة بن القعقاع الضبي | ثقة |
جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ | جرير بن عبد الحميد الضبي | ثقة |
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ | إسحاق بن راهويه المروزي | ثقة حافظ إمام |
أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ | أحمد بن سلمة البزاز | حافظ حجة متقن |
وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الشيباني / ولد في :250 / توفي في :344 | ثقة حافظ |
وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ | أحمد بن إسحاق الصبغي | ثقة ثبت |
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ | محمد بن إبراهيم المزكي / توفي في :347 | صدوق حسن الحديث |