أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَامِعٍ ، بِمِصْرَ ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو يَزِيدَ الْمِصْرِيُّ ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَا كَانَ مِنْ نَبِيٍّ إِلا كَانَ لَهُ حَوَارِيُّونَ يَهْتَدُونَ بِهَدْيهِ ، وَيَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِهِ ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ ، يَقُولُونَ مَا لا يَعْمَلُونَ ، وَيَعْمَلُونَ مَا يُنْكِرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ مِثْلُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ " ، هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يَعْقُوبَ ، وَابْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، وَتَرَكَهُ الْبُخَارِيُّ وَلا عِلَّةَ لَهُ ، وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْجُمَحِيُّ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَ مَعْنَاهُ ، وَقَوْلٌ آخَرُ لِجَمَاعَةٍ آخَرِينَ مِنْ أَهْلِ الْجَمَاعَةِ ، قَالُوا : لَمْ يُرِدِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ فِي خَبَرِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ كَمَالَ الإِيمَانِ ، وَلَكِنْ أَرَادَ الدُّخُولَ فِي الإِيمَانِ الَّذِي يَخْرُجُ بِهِ مِنْ مِلَلِ الْكُفْرِ وَيَلْزَمُ مَنْ أَتَى بِهِ اسْمُ الإِيمَانِ ، وَحُكْمُهُ مِنْ غَيْرِ اسْتِكْمَالٍ مِنْهُ لِلإِيمَانِ كُلِّهُ ، وَهُوَ التَّصْدِيقُ الَّذِي عَنْهُ يَكُونُ سَائِرُ الأَعْمَالِ ، فَقَالُوا : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ سورة آل عمران آية 19 ، وَقَالَ : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ سورة آل عمران آية 85 ، وَقَالَ : وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا سورة المائدة آية 3 ، قَالُوا : فَالإِسْلامُ الَّذِي رَضِيَهُ اللَّهُ هُوَ الإِيمَانُ ، وَالإِيمَانُ هُوَ الإِسْلامُ ، لِقَوْلِهِ : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ سورة آل عمران آية 85 ، فَلَوْ كَانَ الإِيمَانُ غَيْرَ الإِسْلامِ لَكَانَ مَنْ دَانَ اللَّهَ بِالإِيمَانِ غَيْرَ مَقْبُولٍ مِنْهُ ، وَقَالُوا : الإِيمَانُ فِي اللُّغَةِ هُوَ التَّصْدِيقُ ، وَالإِسْلامُ فِي اللُّغَةِ هُوَ الْخُضُوعُ ، فَأَصْلُ الإِيمَانِ التَّصْدِيقُ بِاللَّهِ وَبِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِهِ ، وَإِيَّاهُ أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالإِيمَانِ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَعَنْهُ يَكُونُ الْخُضُوعُ لِلَّهِ ، لأَنَّهُ إِذَا صَدَّقَ بِاللَّهِ خَضَعَ لَهُ وَإِذَا خَضَعَ لَهُ أَطَاعَ ، فَالْخُضُوعُ عَنِ التَّصْدِيقِ هُوَ أَصْلُ الإِسْلامِ ، وَمَعْنَى التَّصْدِيقِ هُوَ الْمَعْرِفَةُ بِاللَّهِ ، وَالاعْتِرَافُ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وَبِوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ وَوَاجِبِ حَقِّهِ ، وَتَحْقِيقُ مَا صَدَّقَ بِهِ الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ وَالتَّحْقِيقُ فِي اللُّغَةِ تَصْدِيقُ الأَصْلِ فَمِنَ التَّصْدِيقِ بِاللَّهِ يَكُونُ الْخُضُوعُ لِلَّهِ ، وَعَنِ الْخُضُوعِ يَكُونُ الطَّاعَاتُ وَأَوَّلُ مَا يَكُونُ عَنْ خُضُوعِ الْقَلْبِ لِلَّهِ الَّذِي أَوْجَبَهُ التَّصْدِيقُ مِنْ عَمِلِ الْجَوَارِحِ الإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ ، لأَنَّهُ لَمَّا صَدَّقَ بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّهُ خَضَعَ لَهُ بِالْعُبُودِيَّةِ مُخْلِصًا ، ثُمَّ ابْتَدَأَ الْخُضُوعَ بِاللِّسَانِ ، فَأَقَرَّ بِالْعُبُودِيَّةِ مُخْلِصًا كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ : أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ سورة البقرة آية 131 ، أَيْ أَخْلَصْتُ بِالْخُضُوعِ لَكَ ، وَحُجَّتُهُمْ لِهَذَا الْقَوْلِ سُؤَالُ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ | عبد الله بن مسعود / توفي في :32 | صحابي |
أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى | أبو رافع القبطي | صحابي |
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ | عبد الرحمن بن المسور القرشي / توفي في :90 | صدوق حسن الحديث |
جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ | جعفر بن عبد الله الأنصاري | ثقة |
الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ | الحارث بن فضيل الخطمي | ثقة |
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ | عبد العزيز بن محمد الدراوردي / توفي في :186 | صدوق حسن الحديث |
سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ | سعيد بن أبي مريم الجمحي | ثقة ثبت |
يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو يَزِيدَ الْمِصْرِيُّ | يوسف بن يزيد القرشي / ولد في :184 / توفي في :287 | ثقة |
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَامِعٍ | أحمد بن جامع السكري | ثقة |