ذكر ما يدل على ان الله قدر مقادير كل شيء قبل خلق الخلق


تفسير

رقم الحديث : 17

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْرُوفٍ الصَّفَّارُ الْأَصْبَهَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ : إِنِّي أَجِدُ فِي الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ فِي صَدْرِي ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " أَتَكْذِيبٌ ؟ " قَالَ : لَا ، وَلَكِنِ اخْتِلَافٌ قَالَ فَهَلُمَّ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِكَ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : أَسْمَعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، يَقُولُ : فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ سورة المؤمنون آية 101 وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ سورة الصافات آية 27 وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا { 27 } رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا سورة النازعات آية 27-28 الْآيَةُ ، فَبَدَأَ بِخَلْقِ السَّمَاءِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَبْلَ خَلْقِ الْأَرْضِ ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ سورة فصلت آية 9 إِلَى قَوْلِهِ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ سورة فصلت آية 11 فَبَدَأَ بِخَلْقِ الْأَرْضِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ ، وَقَوْلِهِ : وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا سورة النساء آية 42 وَقَوْلِهِ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ سورة الأنعام آية 23 ، فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، وَقَوْلِهِ : وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا سورة النساء آية 158 وَقَوْلِهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا سورة النساء آية 96 ، وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا سورة النساء آية 134 ، فَكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " هَلْ وَقَعَ فِي نَفْسِكَ مِنْ ذَلِكَ ؟ " قَالَ : إِذَا أَنْبَأْتَنِي بِهَذَا فَحَسْبِي ، قَالَ : " أَمَّا قَوْلُهُ : فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ سورة المؤمنون آية 101 ، فَهَذَا فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ ، فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ، فَإِذَا كَانَ فِي النَّفْخَةِ الْأُخْرَى قَامُوا ، فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ : وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا سورة النساء آية 42 ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَغْفِرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لًأَهْلِ الْإِخْلَاصِ ذُنُوبَهُمْ ، وَلَا يَتَعَاظَمُ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَنْ يَغْفِرَهُ ، فَلَمَّا رَأَى الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ قَالُوا : إِنَّ رَبَّنَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلَا يَغْفِرُ الشِّرْكَ فَتَعَالَوْا حَتَّى نَقُولَ : إِنَّمَا كُنَّا مِنْ أَهْلِ ذُنُوبٍ وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ شِرْكٍ ، فَسَأَلَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ قَالُوا : وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ سورة الأنعام آية 23 وَإِنَّمَا كُنَّا أَهْلَ ذُنُوبٍ ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَمَا إِذْ كَتَمَتِ الْإِنْسَ فَاخْتِمُوا عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ، فَخَتَمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ؛ فَنَطَقَتْ أَيْدِيهِمْ ، وَشَهِدَتْ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عَرَفَ الْمُشْرِكُونَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، لَا يُكْتَمُ حَدِيثًا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا سورة النساء آية 42 وَأَمَّا قَوْلُهُ : السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا سورة النازعات آية 27-28 الْآيَةُ ، فَإِنَّهُ خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ فَدَحَاهَا ، وَدَحْوُهَا : أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى ، وَشَقَّ فِيهَا الْأَنْهَارَ وَجَعَلَ السُّبُلَ ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالرِّمَالَ ، وَالْأَكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا وَقَوْلُهُ : لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا إِلَى قَوْلِهِ : فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ فَخُلِقَتِ الْأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ، وَخُلِقَتِ السَّمَاءُ فِي يَوْمَيْنِ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ، وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا ، وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ، فَإِنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، نَحَلَ نَفْسَهُ بِذَلِكَ أَيْ وَصَفَ ، وَلَمْ يَنْحَلْهُ أَحَدًا غَيْرَهُ ، وَكَانَ : أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ " ، ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِلسَّائِلِ : " احْفَظْ عَنِّي مَا حَدَّثْتُكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا اخْتَلَفَ مِنَ الْقُرْآنِ أَشْبَاهُ مَا حَدَّثْتُكَ ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، لَمْ يُرِدْ شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ ، وَلَكِنَّ النَّاسَ لَا يَعْلَمُونَ فَلَا يَخْتَلِفُ عَلَيْكَ الْقُرْآنُ ، فَإِنَّ كُلًّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " ، رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ . . . . . . . . . وَرَوَاهُ مُطَرِّفٌ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، وَحَدِيثُ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنُ عَبَّاسٍ

صحابي

سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

ثقة ثبت

الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو

ثقة

زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ

ثقة

الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ

صدوق حسن الحديث