أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَمَّا فَرَغَ اللهُ مِنْ خَلْقِ مَا أَحَبَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ، وَقَالَ لِلْمَلَائِكَةِ : إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً سورة البقرة آية 30 إِلَى قَوْلِهِ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ سورة البقرة آية 30 ، مِنْ شَأْنِ إِبْلِيسَ ، فَبَعَثَ جِبْرِيلَ إِلَى الْأَرْضِ لِيَأْتِيَهُ بِطِينٍ مِنْهَا ، فَقَالَتِ الْأَرْضُ : إِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ أَنْ تَنْقُصَ مِنِّي أَوْ تَشِينِي ، فَرَجَعَ وَلَمْ يَأْخُذْ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، إِنَّهَا عَاذَتْ بِكَ فَأَعَذْتُهَا ، فَبَعَثَ مِيكَائِيلَ ، فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَرَجَعَ فَبَعَثَ مَلَكَ الْمَوْتِ ، فَعَاذَتْ مِنْهُ ، فَقَالَ : وَأَنَا أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَرْجِعَ وَلَمْ أُنَفِّذْ أَمْرَهُ ، فَأَخَذَ مِنْ وَجْهِ الْأَرْضِ ، وَخَلَطَ فَلَمْ يَأْخُذْ مِنْ مَكَانٍ وَاحِدٍ ، وَأَخَذَ مِنْ تُرْبَةٍ حَمْرَاءَ وَبَيْضَاءَ وَسَوْدَاءَ ، فَلِذَلِكَ خَرَجَ بَنُو آدَمَ مُخْتَلِفِينَ ، فَصَعِدَ بِهِ قَبْلَ تُرَابِهِ حَتَّى عَادَ طِينًا لَازِبًا ، وَأَنَّ اللَّازِبَ هُوَ الَّذِي يَلْزِقُ بَعْضُهُ بِبِعْضٍ ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ حَتَّى أَنْتَنَ وَتَغَيَّرَ ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ : مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ سورة الحجر آية 26 قَالَ : مُنْتِنٌ ، ثُمَّ قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ : إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ { 71 } فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ سورة ص آية 72 فَخَلَقَهُ اللَّهَ بِيَدَيْهِ لِكَيْ لَا يَتَكَبَّرَ إِبْلِيسُ عَنْهُ ، لِيَقُولَ لَهُ : تَتَكَبَّرُ عَمَّا عَمِلْتُ بِيَدَيَّ ، وَلَمْ أَتَكَبَّرْ أَنَا عَنْهُ ، فَخَلَقَهُ بَشَرًا ، فَكَانَ جَسَدًا مِنْ طِينٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنْ مِقْدَارِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَمَرَّتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ فَفَزِعُوا مِنْهُ لَمَّا رَأَوُهُ وَكَانَ أَشَدَّهُمْ فَزَعًا مِنْهُ إِبْلِيسُ ، فَكَانَ يَمُرُّ بِهِ فَيَضْرِبُهُ فَيُصَوِّتُ الْجَسَدُ كَمَا يُصَوِّتُ الْفَخَّارُ ، فَيَكُونُ لَهُ صَلْصَلَةٌ ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ : مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ سورة الرحمن آية 14 ، وَيَقُولُ : لِأَمِرٍ مَا خُلِقْتَ ، وَدَخَلَ فِي فِيهِ وَخَرَجَ مِنْ دُبُرِهِ ، فقَالَ لِلْمَلَائِكَةِ ، لَا تَرْهَبُوا مِنْ هَذَا ، وَهَذَا أَجْوَفٌ لَئِنْ سُلِّطْتُ عَلَيْهِ لَأُهْلِكَنَّهُ ، فَلَمَّا بَلَغَ الْحِينَ الَّذِي يُرِيدُ اللهُ أَنَّ يَنْفُخَ فِيهِ الرُّوحَ ، قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ : إِذَا نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَاسْجُدُوا لَهُ ، فَلَمَّا نَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ ، فَدَخَلَ الرُّوحُ فِي رَأْسِهِ عَطَسَ ، فَقَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَ اللهُ : رَحِمَكَ رَبُّكَ ، فَلَمَّا دَخَلَ الرُّوحُ فِي عَيْنَيْهِ نَظَرَ إِلَى ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي جَوْفِهِ اشْتَهَى الطَّعَامَ ، فَوَثَبَ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ الرُّوحُ فِي رِجْلَيْهِ عَجِلًا إِلَى ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ : خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سورة الأنبياء آية 37 فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ ، قَالَ اللهُ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ سورة ص آية 75 ، فَقَالَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ سورة ص آية 76 , لَمْ أَكُنْ لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ سورة الحجر آية 33 خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ , هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ مَشَاهِيرُ عَلَى رَسْمِ الْجَمَاعَةِ ، وَرَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ ، وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَرُوِيَ عَنْ مِقْسَمٍ ، وَعِكْرِمَةَ عَنْهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أُنَاسٍ | اسم مبهم | |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ | عبد الله بن مسعود / توفي في :32 | صحابي |