يَحْيَى : عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ ، عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ ، إِذْ أُتِيتُ ، فَشُقَّ النَّحْرُ ، فَاسْتُخْرِجَ الْقَلْبُ ، فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ أُعِيدَ مَكَانَهُ ، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ ، يُقَالُ لَهُ : الْبُرَاقُ ، فَوْقَ الْحِمَارِ ، وَدُونَ الْبَغْلِ مُضْطَرِبُ الْأُذُنَيْنِ ، يَقَعُ خَطْوُهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرَفِهِ ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ ، فَسَارَ بِي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ : يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، فَمَضَيْتُ وَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ إِذَا أَنَا بِمُنَادٍ يُنَادِي عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ : يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، فَمَضَيْتُ وَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ إِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ ، أَحْسَبُهُ قَالَ : حَسْنَاءٍ ، تَحْمِلُ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ الْحُلِيِّ وَالزِّينَةِ ، نَاشِرَةً شَعْرَهَا رَافِعَةً يَدَيْهَا ، تَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، فَمَضَيْتُ ، وَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهَا ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَأَوْثَقْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي تُوْثِقُ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدِ ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ خَرَجْتُ ، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ بِإِنَاءَيْنِ : إِنَاءٌ مِنْ لَبَنٍ ، وَإِنَاءٌ مِنْ خَمْرٍ ، فَتَنَاوَلْتُ اللَّبَنَ ، فَقَالَ : أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ ، ثُمَّ قَالَ لِي جِبْرِيلُ : يَا مُحَمَّدُ ، مَا رَأَيْتَ فِي رِحْلَتِكَ هَذِهِ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ : يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، قَالَ : فَمَا صَنَعْتَ ، قُلْتُ : مَضَيْتُ وَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ ، قَالَ : ذَاكَ دَاعِيَةُ الْيَهُودِ ، أَمَّا إِنَّكَ لَوْ عَرَّجْتَ عَلَيْهِ ، لَتَهَوَّدَتْ أُمَّتُكَ ، قُلْتُ : ثُمَّ إِذَا أَنَا بِمُنَادٍ يُنَادِي عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ : يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، قَالَ : فَمَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ مَضَيْتُ وَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ ، قَالَ : ذَاكَ دَاعِيَةُ النَّصَارَى ، أَمَّا إِنَّكَ لَوْ عَرَّجْتَ عَلَيْهِ لَتَنَصَّرَتْ أُمَّتُكَ ، قُلْتُ : ثُمَّ إِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ ، أَحْسَبُهُ قَالَ : حَسْنَاءٍ ، حَمْلا عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ الْحُلِيِّ وَالزِّينَةِ ، نَاشِرَةً شَعْرَهَا رَافِعَةً يَدَيْهَا ، تَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ اسْلُكْ ، قَالَ : فَمَا صَنَعْتَ ؟ قُلْتُ : مَضَيْتُ وَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهَا ، قَالَ : تِلْكَ الدُّنْيَا ، إِمَّا أَنَّكَ لَوْ عَرَّجْتَ عَلَيْهَا لَمِلْتَ إِلَى الدُّنْيَا ، ثُمَّ أُتِينَا بِالْمِعْرَاجِ ، فَإِذَا أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ، فَقَعَدْنَا فِيهِ ، فَعَرَجَ بِنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا ، وَعَلَيْهَا مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ : إِسْمَاعِيلُ ، جُنْدُهُ سَبْعُونَ أَلْفِ مَلَكٍ ، جُنْدُ كُلِّ مَلَكٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ سورة المدثر آية 31 فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمِنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : أَوَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا أَبُوكَ آدَمٌ ، فَرَحَّبَ بِي ، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، قَالَ : وَإِذَا الْأَرْوَاحُ تُعْرَضُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا مَرَّ بِهِ رُوحُ مُؤْمِنٍ ، قَالَ : رُوحٌ طَيِّبٌ ، وَرِيحٌ طَيِّبَةٌ ، وَإِذَا مَرَّ بِهِ رُوحٌ كَافِرٌ , قَالَ : رُوحٌ خَبِيثٌ وَرِيحٌ خَبِيثَةٌ ! قَالَ : ثُمَّ مَضَيْتُ ، فَإِذَا أَنَا بِأَخَاوِينَ عَلَيْهَا لُحُومٌ مُنْتِنَةٌ ، وَأَخَاوِينَ عَلَيْهَا لُحُومٌ طَيِّبَةٌ ، وَإِذَا رِجَالٌ يَنْهَشُونَ اللُّحُومَ الْمُنْتِنَةَ ، وَيَدَعُونَ اللُّحُومَ الطَّيِّبَةَ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ ! قَالَ : هَؤُلَاءِ الزُّنَاةُ ، يَدَعُونَ الْحَلَالَ وَيَتْبَعُونَ الْحَرَامَ ، قَالَ : ثُمَّ مَضَيْتُ ، فَإِذَا بِرِجَالٍ تُفَكُّ أَلْحِيَتُهُمْ ، وَآخَرُونَ يَجِيئُونَ بِالصُّخُورِ مِنَ النَّارِ ، فَيَقْذِفُونَهَا فِي أَفْوَاهِهِمْ ، فَتَخْرُجُ مِنْ أَدْبَارِهِمْ ، قَالَ : قُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ ! قَالَ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا سورة النساء آية 10 ، ثُمَّ مَضَيْتُ ، فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ يُقْطَعُ مِنْ لُحُومِهِمْ بِدِمَائِهِمْ ، فَيَضْفِزُونَهَا وَلَهُمْ جُؤَارٌ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ ! قَالَ : هَؤُلَاءِ الْهَمَّازُونَ اللَّمَّازُونَ ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ سورة الحجرات آية 12 ، وَإِذَا أَنَا بِنِسْوَةٍ مُعَلَّقَاتٍ بَثُدْيِهِنَّ ، وَأَحْسَبُهُ قَالَ وَإِذَا حَيَّاتٌ وَعَقَارِبٌ تَنْهَشُهُنَّ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلَاءِ الظُّؤُرَةُ يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ ، قَالَ : ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى سَابِلَةِ آلِ فِرْعَوْنَ حَيْثُ يَنْطَلِقُ جَمْعٌ إِلَى النَّارِ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ، فَإِذَا رَأَوْهَا ، قَالُوا : رَبَّنَا ، لَا تَقُومَنَّ السَّاعَةُ ، لِمَا يَرَوْنَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ، وَإِذَا أَنَا بِرِجَالٍ بُطُونِهِمْ كَالْبُيُوتِ ، يَقُومُونَ ، فَيَقَعُونَ لِظُهُورِهِمْ وَبُطُونِهِمْ ، يَأْتِي عَلَيْهِمْ آلُ فِرْعَوْنَ ، فَيَثْرِدُونَهُمْ بِأَرْجُلِهِمْ ثَرْدًا ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ ! قَالَ : هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ سورة البقرة آية 275 ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : جِبْرِيلُ ، وقِيلَ : وَمِنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : أَوَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَإِنَّهُ لَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِابْنَيِ الْخَالَةِ : يَحْيَى وَعِيسَى ، فَرَحَّبَا بِي وَدَعَوْا لِي بِخَيْرٍ ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، قِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمِنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : أَوَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ ، وَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ ، قَالَ : فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمِنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : أَوَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ ، فَرَحَّبِ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمِنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ أَوَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِهَارُونَ ، وَإِذَا بِلِحْيَتِهِ شَطْرَانِ : شَطْرٌ أَبْيَضُ ، وَشَطْرٌ أَسْوَدُ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ ! قَالَ : هَذَا الْمُحَبَّبُ فِي قَوْمِهِ ، وَأَكْثَرُ مَنْ رَأَيْتُ تَبَعًا ، قَالَ : فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، قَالَ : ثُمَّ عُرِجَ بِنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمِنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : أَوَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفَتَحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى ، وَإِذَا هُوَ رَجِلٌ ، أَشْعَرٌ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ ! قَالَ : هَذَا أَخُوكَ مُوسَى ، قَالَ : فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، قَالَ : فَمَضَيْتُ ، فَسَمِعْتُ مُوسَى ، يَقُولُ : يَزْعُمُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنِّي أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ ، وَهَذَا أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنِّي ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمِنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : أَوَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِذَا هُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، وَيَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ ! قَالَ : هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، وَإِذَا أُمَّتِي عِنْدَهُ شَطْرَانِ : شَطْرٌ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بِيضٌ ، وَشَطْرٌ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ رُمْدٌ ، فَدَخَلَ أَصْحَابُ الثِّيَابِ الْبِيضُ ، وَاحْتَبَسَ الْآخَرُونَ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ ! فَقَالَ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَعَمَلًا سَيِّئًا ، وَكُلٌّ عَلَى خَيْرٍ ، ثُمَّ قِيلَ : هَذِهِ مَنْزِلَتُكَ وَمَنْزِلَةُ أُمَّتِكَ ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ سورة آل عمران آية 68 ، قَالَ : ثُمَّ انْتَهَيْنَا إِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، فَإِذَا هِيَ أَحْسَنُ مَا خَلَقَ اللَّهُ ، وَإِذَا الْوَرَقَةُ مِنْ وَرَقِهَا لَوْ غُطِّيَتْ بِهَا هَذِهِ الْأُمَّةِ لَغَطَّتْهُمْ ، ثُمَّ انْفَجَرَ مِنْ تَحْتِهَا السَّلْسَبِيلُ ، ثُمَّ انْفَجَرَ مِنَ السَّلْسَبِيلِ نَهْرَانِ : نَهْرُ الرَّحْمَةِ ، وَنَهْرُ الْكَوْثَرِ ، فَاغْتَسَلْتُ مِنْ نَهْرِ الرَّحْمَةِ ، فَغَفَرَ اللَّهُ لِي مَا تَقَدَّمْ مِنْ ذَنْبِي وَمَا تَأَخَّرَ ، ثُمَّ أُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ ، فَسَلَكْتُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَجْرِي فِي الْجَنَّةِ ، فَإِذَا طَيْرُهَا كَالْبُخْتِ ؟ قَالَ : وَنَظَرْتُ إِلَى جَارِيَةٍ ، فَقُلْتُ : لِمَنْ أَنْتِ يَا جَارِيَةُ ؟ فَقَالَتْ : لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، قَالَ : ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى النَّارِ ، فَإِذَا عَذَابُ رَبِّي لَشَدِيدٌ لَا تَقُومُ لَهُ الْحِجَارَةُ ، وَلَا الْحَدِيدُ ، قَالَ : ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، فَغَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَ ، وَوَقَعَ عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مَلَكٌ ، وَأَيَّدَهَا اللَّهُ بِأَيْدِهِ ، وَفَرَضَ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسِينَ صَلَاةً ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ : مَاذَا فَرَضَ عَلَيْكَ رَبُّكَ ؟ فَقُلْتُ : فَرَضَ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسِينَ صَلَاةً ، فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي ، فَقُلْتُ : أَيْ رَبِّي حُطَّ عَنْ أُمَّتِي ، فَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا ، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ لِي : مَا فَرَضَ عَلَيْكَ رَبُّكَ ؟ قُلْتُ : حَطَّ عَنِّي خَمْسًا ، فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ ، فَإِنَّ أُمَّتُكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي ، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا ، قَالَ : فَلَمْ أَزَلْ أَخْتَلِفُ مَا بَيْنَ رَبِّي وَمُوسَى حَتَّى قَالَ : يَا مُحَمَّدٌ ، لَا تَبْدِيلَ ، إِنَّهُ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ، هِيَ خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ ، فَتِلْكَ خَمْسُونَ صَلَاةً ، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ ، قُلْتُ : قَدْ رَاجَعْتُهُ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ | أبو سعيد الخدري | صحابي |
أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ | أبو هارون العبدي / توفي في :134 | متروك الحديث |
حَمَّادٍ | حماد بن سلمة البصري | تغير حفظه قليلا بآخره, ثقة عابد |
يَحْيَى | يحيى بن سلام التميمي / توفي في :200 | صدوق ربما وهم |