عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , عَنْ أَبِيهِ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ سورة التوبة آية 25 , قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ , وَالْمُشْرِكُونَ فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ , فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ إِلا أَبُو سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آخِذًا بِغَرْزِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالنَّبِيُّ لا يَأْلُو مَا أَسْرَعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ , قَالَ : فَأَتَيْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِلِجَامِهِ , وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ شَهْبَاءَ , فَكَفَفْتُهَا فَقَالَ : " يَا عَبَّاسُ نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ " , قَالَ : فَنَادَيْتُ وَكُنْتُ رَجُلا صَيِّتًا , فَنَادَيْتُ بِصَوْتِي الأَعْلَى أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ ؟ فَأَقْبَلُوا كَأَنَّهُمُ الإِبِلُ إِذَا حَنَّتْ إِلَى أَوْلادِهَا , يَقُولُونَ : يَا لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ , وَأَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ , فَاقْتَتَلُوا وَالْمُسْلِمُونَ , وَنَادَيْتُ الأَنْصَارَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، ثُمَّ قَصَرْتُ الدَّعْوَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ إِلَى قِتَالِهِمْ , فَقَالَ : " هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ " , ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ مِنَ الْحَصْبَاءِ , فَرَمَاهُمْ بِهَا , ثُمَّ قَالَ : " انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ انْهَزَمُوا , وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " مَرَّتَيْنِ , قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ أَرَى أَمْرَهُمْ مُدْبِرًا وَحْدَهُمْ كَلِيلا حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ , فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ , قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ ، أَنَّهُمْ أَصَابُوا يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ آلافِ سَبْيٍ , قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ ، أَنَّهُمْ جَاءُوا مُسْلِمِينَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالُوا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ , أَنْتَ خَيْرُ النَّاسِ , وَأَنْتَ أَبَرُّ النَّاسِ , وَقَدْ أَخَذْتَ أَبْنَاءَنَا وَنَسَاءَنَا ، وَأَمْوَالَنَا , قَالَ : " إِنَّ عِنْدِي مَنْ تَرَوْنَ , وَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ أَصْدَقُهُ , فَاخْتَارُوا مِنِّي إِمَّا ذَرَارِيَّكُمْ ، وَنِسَاءَكُمْ ، وَإِمَّا أَمْوَالَكُمْ " , فَقَالُوا : مَا كُنَّا نَعْدِلُ بِالأَحْسَابِ شَيْئًا , فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا , فَقَالَ : " إِنَّ هَؤُلاءِ قَدْ جَاءُوا مُسْلِمِينَ , وَإِنَّا قَدْ خَيَّرْنَاهُمْ بَيْنَ الذَّرَارِيِّ , وَالأَمْوَالِ فَلَمْ يَعْدِلُوا بِالأَحْسَابِ شَيْئًا , فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُمْ شَيْءٌ وَطَابَتْ نَفْسُهُ أَنْ يَرُدَّهُ فَبِسَبِيلِ ذَلِكَ , وَمَنْ أَبَى فَلْيُعْطِنَا وَلْيَكُنْ قَرْضًا عَلَيْنَا حَتَّى نُصِيبَ شَيْئًا فَنُعْطِيَهُ مَكَانَهُ " , قَالُوا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ , رَضِينَا وَسَلَّمْنَا , قَالَ : " إِنِّي لا أَدْرِي لَعَلَّ فِيكُمْ مَنْ لَمْ يَرْضَ فَأْمُرُوا عُرَفَاءَكُمْ فَلْيَرْفَعُوا ذَاكُمْ إِلَيْنَا " فَرَفَعُوا إِلَيْهِ أَنْ قَدْ رَضُوا وَسَلَّمُوا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِيهِ | العباس بن عبد المطلب الهاشمي / توفي في :32 | صحابي |
كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ | كثير بن العباس الهاشمي | صحابي |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
مَعْمَرٍ | معمر بن أبي عمرو الأزدي / ولد في :96 / توفي في :154 | ثقة ثبت فاضل |