عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ سورة النمل آية 23 , قَالَ : " بَلَغَنِي أَنَّهَا امْرَأَةٌ تُسَمَّى بِلْقِيسَ ، أَحْسَبُهُ , قَالَ : بِنْتُ شَرَاحَبِيلَ ، أَحَدُ أَبَوَيْهَا مِنَ الْجِنِّ ، مُؤَخِّرُ إِحْدَى قَدَمَيْهَا كَحَافِرِ الدَّابَّةِ , وَكَانَتْ فِي بَيْتِ مَمْلَكَةٍ ، وَكَانَ أُولُو مَشُورَتِهَا ثَلاثَ مِائَةٍ وَاثْنَيْ عَشَرَ رَجُلا , كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى عَشَرَةِ آلافِ رَجُلٍ , وَكَانَتْ بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا : مَأْرِبٌ مِنْ صَنْعَاءَ عَلَى ثَلاثَةِ أَيَّامٍ , فَلَمَّا جَاءَ الْهُدْهُدُ بِخَبَرِهَا إِلَى سُلَيْمَانَ ، كَتَبَ الْكِتَابَ ، وَبَعَثَ بِهِ مَعَ الْهُدْهُدِ ، فَجَاءَهَا وَقَدْ غَلَّقَتِ الأَبْوَابَ ، وَكَانَتْ تُغْلِقُ أَبْوَابَهَا ، وَتَضَعُ مَفَاتِيحَهَا تَحْتَ رَأْسِهَا , فَجَاءَ الْهُدْهُدُ فَدَخَلَ الْكُوَّةَ ، فَأَلْقَى الصَّحِيفَةَ عَلَيْهَا فَقَرَأَتْهَا ، فَإِذَا فِيهَا : إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة النمل آية 30 ، أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ ، وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ " ، قَالَ : " وَكَذَلِكَ كَانَتِ الأَنْبِيَاءُ لا تُطْنِبُ إِنَّمَا تَكْتُبُ جُمَلا " , فَقَالَ سُلَيْمَانُ لِلْجِنِّ : " أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ , فَأُخْبِرَ سُلَيْمَانُ أَنَّهَا قَدْ خَرَجَتْ لِتَأْتِيَهُ ، وَأُخْبِرَ بِعَرْشِهَا فَأَعْجَبَهُ , وَكَانَ مِنْ ذَهَبٍ , وَقَوَائِمُهُ مِنْ جَوْهَرٍ مُكَلَّلٍ بِاللُّؤْلُؤِ ، فَعَرَفَ أَنَّهُمْ إِذَا جَاءُوا سُلَيْمَانُ لَمْ تَحِلَّ لَهُ أَمْوَالُهُمْ " ، فَقَالَ : أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ سورة النمل آية 38 .