عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي ضَمْرَةَ , قَالَ : تَلا عَلِيُّ : وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا سورة الزمر آية 73 قَالَ : حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَجَدُوا عِنْدَ الْبَابِ شَجَرَةً يَجْرِي مِنْ سَاقِهَا عَيْنَانِ , فَعَمَدُوا إِلَى إِحْدَاهُمَا كَأَنَّمَا أُمِرُوا بِهَا , فَاغْتَسَلُوا فِيهَا فَلَمْ تَشْعَثْ رُءُوسُهُمْ بَعْدَهَا أَبَدًا , كَأَنَّمَا دُهَنُوا بِالدِّهَانِ , ثُمَّ عَمَدُوا إِلَى الأُخْرَى فَشَرِبُوا مِنْهَا فَطَهَّرَتْ أَجْوَافَهُمْ , وَغَسَلَتْ كُلَّ قَذَرٍ فِيهِمْ , فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ وَيَتَلَقَّاهُمُ الْوِلْدَانُ يُطِيفُونَ بِهِمْ كَمَا يُطِيفُ وِلْدَانُ أَهْلِ الدُّنْيَا بِالْحَمِيمِ يَجِيءُ مِنَ الْغَيْبَةِ , يَقُولُونَ : أَلَيْسَ أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ كَذَا وَأَعَدَّ اللَّهُ لَكَ كَذَا ؟ ثُمَّ يَذْهَبُ الْغُلامُ مِنْهُمْ إِلَى الزَّوْجَةِ مِنْ أَزْوَاجِهِ فَيَقُولُ : قَدْ جَاءَ فُلانٌ بِاسْمِهِ الَّذِي كَانَ يُدْعَى فِي الدُّنْيَا , فَتَقُولُ أَنْتَ رَأَيْتَهُ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ , فَيَسْتَخِفُّهَا الْفَرَحُ حَتَّى تَقُومَ عَلَى أُسْكُفَّةِ بَابِهَا , ثُمَّ تَرْجِعَ فَيَجِيءُ فَيَنْظُرُ إِلَى تَأْسِيسِ بُنْيَانِهِ مِنْ جَنْدَلِ اللُّؤْلُؤِ بَيْنَ أَصْفَرَ , وَأَحْمَرَ , وَأَخْضَرَ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ , ثُمَّ يَجْلِسُ فَيَنْظُرُ فَإِذَا زَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ , وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ , ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَنْظُرُ إِلَى سَقْفِ بُنْيَانِهِ : " فَلَوْلا أَنَّ اللَّهَ قَدَّرَ ذَلِكَ لَهُ لأَلِمَ أَنْ يَذْهَبَ بَصَرُهُ إِنَّمَا هُوَ مِثْلُ الْبَرْقِ , فَيَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ سورة الأعراف آية 43 قَالَ : أرنا الثَّوْرِيُّ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي ضَمْرَةَ , عَنْ عَلِيٍّ , مِثْلَهُ إِلا أَنَّهُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ فِي اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ " .