سورة والسماء ذات البروج


تفسير

رقم الحديث : 3480

عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ صُهَيْبٍ , قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ هَمَسَ ، وَالْهَمْسُ , فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ , تَحَرُّكُ شَفَتَيْهِ كَأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بشيْءٍ ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ هَمَسْتَ , فَقَالَ : " إِنَّ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ كَانَ أُعْجِبَ بِأُمَّتِهِ , فَقَالَ : مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلاءِ ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ خَيِّرْهُمْ بَيْنَ أَنْ أَنْتَقِمَ مِنْهُمْ , وَبَيْنَ أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ , فَاخْتَارُوا النِّقْمَةَ , قَالَ : فَسَلَّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ , فَمَاتَ مِنْهُمْ فِي يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفًا " , قَالَ : وَكَانَ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ , حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ الآخَرِ , قَالَ : كَانَ مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ لَهُ كَاهِنٌ يَتَكَهَّنُ لَهُمْ , فَقَالَ ذَلِكَ الْكَاهِنُ : انْظُرُوا إِلَيَّ غُلامًا فَهِمًا فَطِنًا ، أَوْ قَالَ : لَقِنًا فَأُعَلِّمَهُ عِلْمِي هَذَا , فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ أَمُوتَ , فَيَنْقَطِعَ مِنْكُمْ هَذَا الْعِلْمُ , فَلا يَكُونَ فِيكُمْ مَنْ يَعْلَمُهُ , قَالَ : فَنَظَرُوا لَهُ عَلَى مَا وَصَفَ , فَأَمَرُوهُ أَنْ يَحْضُرَ ذَلِكَ الْكَاهِنَ , وَأَنْ يَخْتَلِفَ إِلَيْهِ , فَجَعَلَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِ , وَكَانَ عَلَى طَرِيقِ الْغُلامِ رَاهِبٌ فِي صَوْمَعَةٍ لَهُ ، قَالَ مَعْمَرٌ : وَأَحْسَبُ أَنَّ أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ يَوْمَئِذٍ كَانُوا مُسْلِمِينَ ، قَالَ : فَجَعَلَ الْغُلامُ يَسْأَلُ ذَلِكَ الرَّاهِبَ كُلَّمَا مَرَّ بِهِ , فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَخْبَرَهُ , فَقَالَ : إِنَّمَا أَعْبُدُ اللَّهَ , قَالَ : فَجَعَلَ الْغُلامُ يَمْكُثُ عِنْدَ الرَّاهِبِ , وَيُبْطِئُ عَنِ الْكَاهِنِ , قَالَ : فَأَرْسَلَ الْكَاهِنُ إِلَى أَهْلِ الْغُلامِ , إِنَّهُ لا يَكَادُ يَحْضُرُنِي , قَالَ : فَأَخْبَرَ الْغُلامُ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ , فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ : إِذَا قَالَ لَكَ الْكَاهِنُ أَيْنَ كُنْتَ ؟ فَقُلْ : عِنْدَ أَهْلِي , وَإِذَا قَالَ لَكَ أَهْلُكَ : أَيْنَ كُنْتَ ؟ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّكَ كُنْتَ عِنْدَ الْكَاهِنِ , قَالَ : فَبَيْنَمَا الْغُلامُ عَلَى ذَلِكَ إِذْ مَرَّ بِجَمَاعَةٍ مِنَ النَّاسِ كَبِيرَةٍ , قَدْ حَبَسَتْهُمْ دَابَّةٌ , قَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّ تِلْكَ الدَّابَّةَ كَانَتْ أَسَدًا , قَالَ : فَأَخَذَ الْغُلامُ حَجَرًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مَا يَقُولُ الرَّاهِبُ حَقًّا ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ أَقْتُلَ هَذِهِ الدَّابَّةَ , وَإِنْ كَانَ مَا يَقُولُ الْكَاهِنُ حَقًّا ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ لا أَقْتُلَهَا , ثُمَّ رَمَى فَقَتَلَ الدَّابَّةَ , فَقَالَ النَّاسُ : مَنْ قَتَلَهَا ؟ فَقَالُوا : الْغُلامُ , فَفَزِعَ النَّاسُ , وَقَالُوا : لَقَدْ عَلِمَ هَذَا الْغُلامُ عِلْمًا لَمْ يَعْلَمْهُ أَحَدٌ , قَالَ : فَسَمِعَ بِهِ أَعْمًى , فَجَاءَهُ فَقَالَ لَهُ : إِنْ أَنْتَ رَدَدْتَ بَصَرِي فَلَكَ كَذَا وَكَذَا , قَالَ لَهُ : لا أُرِيدُ مِنْكَ هَذَا وَلَكِنْ أَرَأَيْتَ إِنْ رَجَعَ إِلَيْكَ بَصَرُكَ أَتُؤْمِنُ بِالَّذِي رَدَّهُ عَلَيْكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : فَدَعَا اللَّهَ فَرَدَّ عَلَيْهِ بَصَرَهُ , قَالَ : فَآمَنَ الأَعْمَى , قَالَ : فَبَلَغَ الْمَلِكَ أَمْرُهُمْ , فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ فَأُتِيَ بِهِمْ , فَقَالَ : لأَقْتُلَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ قِتْلَةً , لا أَقْتُلُ بِهَا صَاحِبَهُ , قَالَ : فَأَمَرَ بِالرَّاهِبِ , وَالرَّجُلِ الَّذِي كَانَ أَعْمًى ، فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ عَلَى مَفْرِقِ أَحَدِهِمَا فَقَتَلَهُ , وَقَتَلَ الآخَرَ بِقِتْلَةٍ أُخْرَى , ثُمَّ أَمَرَ بِالْغُلامِ ، فَقَالَ : انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا ، فَأَلْقُوهُ مِنْ رَأْسِهِ , قَالَ : فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى ذَلِكَ الْجَبَلِ , فَلَمَّا انْتَهَوْا بِهِ إِلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ الَّذِي أَرَادُوا أَنْ يُلْقُوهُ مِنْهُ ، جَعَلُوا يَتَهَافَتُونَ مِنْ ذَلِكَ الْجَبَلِ , وَيَتَرَدَّوْنَ , حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلا الْغُلامُ , قَالَ : ثُمَّ رَجَعَ الْغُلامُ فَأَمَرَ بِهِ الْمَلِكُ ، فَقَالَ : انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى الْبَحْرِ فَأَلْقُوهُ فِيهِ , فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى الْبَحْرِ ، فأَغَرَّقَ اللَّهُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَأَنْجَاهُ , فَقَالَ الْغُلامُ : أَنْتَ لا تَقْتُلُنِي حَتَّى تَصْلُبَنِي , ثُمَّ تَرْمِيَنِي ، وَتَقُولَ إِذَا رَمَيْتَنِي : بِسْمِ رَبِّ الْغُلامِ , قَالَ : فَأَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ , ثُمَّ رَمَاهُ فَقَالَ : بِسْمِ رَبِّ الْغُلامِ , قَالَ : فَوَضَعَ الْغُلامُ يَدَهُ عَلَى صُدْرِهِ حِينَ رُمِيَ ، ثُمَّ مَاتَ , فَقَالَ أُنَاسٌ : لَقَدْ عَلِمَ هَذَا الْغُلامُ عِلْمًا مَا عَلِمَهُ أَحَدٌ , فَإِنَّا نُؤْمِنُ بِرَبِّ هَذَا الْغُلامِ , قَالَ : فَقِيلَ لِلْمَلِكِ : أَجَزِعْتَ أَنْ خَالَفَكَ ثَلاثَةٌ ، فَهَذَا الْعَالَمُ كُلُّهُمْ قَدْ خَالَفُوكَ , فَخَدَّ أُخْدُودًا , ثُمَّ أَلْقَى فِيهَا الْحَطَبَ وَالنَّارَ , ثُمَّ جَمَعَ النَّاسَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ تَرَكْنَاهُ , وَمَنْ لَمْ يَرْجِعْ أَلْقَيْنَاهُ فِي هَذِهِ النَّارِ , فَجَعَلَ يُلْقِيهِمْ فِي تِلْكَ الأُخْدُودِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ { 4 } النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ { 5 } إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ { 6 } وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ { 7 } وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ سورة البروج آية 4-8 ، قَالَ : " فَأَمَّا الْغُلامُ فَإِنَّهُ دُفِنَ " ، فَذَكَرَ أَنَّهُ أُخْرِجَ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَأُصْبُعُهُ عَلَى صُدْغِهِ , كَمَا وَضَعَهَا حِينَ قُتِلَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
صُهَيْبٍ

صحابي

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى

ثقة

ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ

ثقة

مَعْمَرٍ

ثقة ثبت فاضل