قَالَ : وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ؟ فَقَالَ : " مَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُورًا ، إِمَّا أَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ ، وَإِمَّا قَضَى عَنْهُ دَيْنًا ، وَإِمَّا يُنَفِّسُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبِ الآخِرَةِ ، وَمَنْ أَنْظَرَ مُوسِرًا ، أَوْ تَجَاوَزَ عَنْ مُعْسِرٍ ، ظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي نَاحِيَةِ الْقَرْيَةِ لِتَثَبُّتِ حَاجَتِهِ ، ثَبَّتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ ، وَلأَنْ يَمْشِيَ أَحَدُكُمْ مَعَ أَخِيهِ فِي قَضَاءِ حَاجَتِهِ ، أَفْضَلُ مِنْ أَنْ يَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِي هَذَا شَهْرَيْنِ ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ ، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : الَّذِي يَنْزِلُ وَحْدَهُ ، وَيَمْنَعُ رِفْدَةُ ، وَيَجْلِدُ عَبْدَهُ " . وَلِهَذَا الْحَدِيثِ إِسْنَادٌ آخَرُ بِزِيَادَةِ أَحْرُفٍ فِيهِ . سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ الْقَاضِي ، فِي دَارِ الأَمِيرِ السَّدِيدِ أَبِي صَالِحٍ مَنْصُورِ بْنِ نُوحٍ بِحَضْرَتِهِ ، يَصِيحُ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ . فَقَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِيُّ ، ثَنَا أَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ ، قَالَ : شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَيْنَا بِالْمَدِينَةِ ، لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، وَهُوَ شَابٌّ غَلِيظٌ مُمْتَلِئُ الْجِسْمِ ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ أَتَيْتُهُ بِخُنَاصِرَةَ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ ، وَقَدْ قَاسَى مَا قَاسَى ، فَإِذَا هُوَ قَدْ تَغَيَّرَتْ حَالَتُهُ عَمَّا كَانَ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَزَادَ فِيهِ : " وَمَنْ نَظَرَ فِي كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ، فَكَأَنَّمَا يَنْظُرُ فِي النَّارِ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ ، فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ ، فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِمَّا فِي يَدِهِ ، وَقَالَ : أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا ؟ " قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " مَنْ لا يَقِيلُ عَثْرَةً ، وَلا يَقْبَلُ مَعْذِرَةً ، وَلا يَغْفِرُ ذَنْبًا ، أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا ؟ " قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : " مَنْ لا يُرْجَى خَيْرُهُ ، وَلا يُؤْمَنُ شَرُّهُ ، إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلامُهُ قَامَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَقَالَ : يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لا تَتَكَلَّمُوا بِالْحِكْمَةِ عِنْدَ الْجَاهِلِ فَتَظْلِمُوهَا ، وَلا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ ، وَلا تَظْلِمُوا ظَالِمًا ، وَلا تُكَافِئُوا ظَالِمًا فَيَبْطُلُ فَضْلُكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ ، يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، الأَمْرُ ثَلاثٌ : أَمْرٌ تَبَيَّنَ غَيُّهُ ، فَاجْتَنِبُوهُ ، وَأَمْرٌ اخْتُلِفَ فِيهِ ، فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " . هَذَا حَدِيثٌ قَدِ اتَّفَقَ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ النَّصْرِيُّ ، وَمُصَادِفُ بْنُ زِيَادٍ الْمَدِينِيُّ ، عَلَى رِوَايَةٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَلَمْ أَسْتَجِزْ إِخْلاءَ هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْهُ ، فَقَدْ جَمَعَ آدَابًا كَثِيرَةً .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ | محمد بن كعب القرظي / ولد في :38 / توفي في :118 | ثقة |
أَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ | هشام بن أبي هشام القرشي | متروك الحديث |
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِيُّ | عبيد الله بن محمد التيمي / توفي في :228 | ثقة |
أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ | عبد الله بن سابور البغوي / ولد في :214 / توفي في :317 | ثقة إمام ثبت حافظ |
أَبَا سَعِيدٍ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ الْقَاضِي | الخليل بن أحمد القاضي | صدوق حسن الحديث |