حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ، قَالَ : ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي , قَالَ : ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، قَالَ : سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ حَدِيثِهِ ، أَسَمَاعٌ هُوَ ؟ فَقَالَ : " مِنْهُ سَمَاعٌ ، وَمِنْهُ عَرْضٌ ، وَلَيْسَ الْعَرْضُ بِأَدْنَى عِنْدَنَا مِنَ السَّمَاعِ " . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : قَدْ ذَكَرْنَا مَذَاهِبَ جَمَاعَةٍ مِنَ الأَئِمَّةِ فِي الْعَرْضِ ، فَإِنَّهُمْ أَجَازُوهُ عَلَى الشَّرَائِطِ الَّتِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهَا ، وَلَوْ عَايَنُوا مَا عَايَنَّاهُ مِنْ مُحَدِّثِي زَمَانِنَا بِكَذَا ، لَمَا أَجَاوُزهُ ، فَإِنَّ الْمُحَدِّثَ إِذَا لَمْ يَعْرِفْ مَا فِي كِتَابِهِ ، كَيْفَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ ؟ وَأَمَّا فُقَهَاءُ الإِسْلامِ الَّذِينَ أَفْتَوْا فِي الْحَلالِ وَالْحَرَامِ ، فَإِنَّ فِيهِمْ مَنْ لَمْ يَرَ الْعَرْضَ سَمَاعًا ، وَاخْتَلَفُوا أَيْضًا فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى الْمُحَدِّثِ ، أَهُوَ أَخْبَارٌ أَمْ لا ؟ وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ : الْمُطَّلِبِيُّ بِالْحِجَازِ ، وَالأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ ، وَالْبُوَيْطِيُّ وَالْمُزَنِيُّ بِمِصْرَ ، وَأَبُو حَنِيفَةَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِالْعِرَاقِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِالْمَشْرِقِ ، وَعَلَيْهِ عَهِدْنَا أَئِمَّتِنَا ، وَبِهِ قَالُوا : وَإِلَيْهِ ذَهَبُوا ، وَإِلَيْهِ نَذْهَبُ ، وَبِهِ نَقُولُ : إِنَّ الْعَرْضَ لَيْسَ بِسَمَاعٍ ، وَإِنَّ الْقِرَاءَةَ عَلَى الْمُحَدِّثِ إِخْبَارٌ ، وَالْحُجَّةُ عِنْدَهُمْ فِي ذَلِكَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً ، سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا حَتَّى يُؤَدِّيَهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْ " ، وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ " , فِي أَخْبَارٍ كَثِيرَةٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |