حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّقَّاشُ الْمُقْرِئُ , بِبَغْدَادَ ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ، بِنَيْسَابُورَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْفَتْحِ ، يَقُولُ : رَأَيْتُ أَبَا نَصْرٍ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ فِي مَنَامِي وَهُوَ قَاعِدٌ فِي بُسْتَانٍ وَبَيْنَ يَدَيْهِ مَائِدَةٌ وَهُوَ يَأْكُلُ مِنْهَا ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا نَصْرٍ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ ؟ قَالَ : رَحِمَنِي وَغَفَرَ لِي وَأَبَاحَنِي الْجَنَّةَ بِأَسْرِهَا ، وَقَالَ لِي : كُلْ مِنْ جَمِيعِ ثِمَارِهَا ، وَاشْرَبْ مِنْ أَنْهَارِهَا ، وَتَمَتَّعْ بِجَمِيعِ مَا فِيهَا كَمَا كُنْتَ تَحْرِمُ نَفْسَكَ مِنَ الشَّهَوَاتِ فِي دَارِ الدُّنْيَا ، فَقُلْتُ لَهُ : زَادَكَ اللَّهُ يَا أَبَا نَصْرٍ ، فَأَيْنَ أَخُوكَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ؟ فَقَالَ : هُوَ قَائِمٌ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ يَشْفَعُ لأَهْلِ السُّنَّةِ مِمَّنْ يَقُولُ : إِنَّ الْقُرْآنَ كَلامُ اللَّهِ غَيْرَ مَخْلُوقٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : فَمَا فَعَلَ مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ ؟ فَحَرَّكَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ قَالَ : هَيْهَاتَ حَالُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ الْحُجُبُ ، إِنَّ مَعْرُوفًا لَمْ يَعْبُدِ اللَّهَ شَوْقًا إِلَى جَنَّتِهِ ، وَلا خَوْفًا مِنْ نَارِهِ ، وَإِنَّمَا عَبَدَهُ شَوْقًا إِلَيْهِ فَرَفَعَهُ اللَّهُ إِلَى الرَّفِيعِ الأَعْلَى ، وَرَفَعَ الْحُجُبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، ذَلِكَ التِّرْيَاقُ المَقْدِسِيُّ المُجَرَّبُ ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ فَلْيَأْتِ قَبْرَهُ ، وَلْيَدْعُ ، فَإِنَّهُ يُسْتَجَابُ لَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
| الأسم | الشهرة | الرتبة |