عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَطَاءٍ " أَوَاجِبَةٌ صَلاةُ يَوْمِ الْفِطْرِ عَلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ ؟ قَالَ : لا ، إِلا فِي الْجَمَاعَةِ ، قَالَ : مَا الْجُمُعَةُ بِأَنْ يُؤْتَى أَوْجَبُ بِذَلِكَ مِنْهَا ، إِلا فِي الْجَمَاعَةِ فَكَيْفَ فِي الْفِطْرِ ؟ قَالَ عَطَاءٌ : لا يَتِمَّانِ أَرْبَعًا فِي جَمَاعَةٍ وَلا غَيْرِهَا ، قَالَ : قُلْتُ لِعَطَاءٍ : أَحَقٌّ عَلَى أَهْلِ الْقَرْيَةِ أَنْ يَحْضُرُوا صَلاةَ الْفِطْرِ ، كَمَا حَقَّ عَلَيْهِمْ حُضُورُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : ذَلِكَ تَتْرَى ، وَقَدْ كَانَ قَالَ لِي مَرَّةً أُخْرَى قَبْلَ هَذِهِ : حَقَّ ذَلِكَ ، فَأَمَّا كَحَقِّ الْجُمُعَةِ فَلا ، أُمِرُوا بِالْجُمُعَةِ ، ثُمَّ قَالَ : " مَا مِنْ يَوْمٍ أَعْظَمُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، هُوَ أَعْظَمُ الأَيَّامِ كُلِّهَا ، أَعْظَمُ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَيَوْمِ الْفِطْرِ ، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ لَيْسُ شَيءٌ لا بَرٌّ ، وَلا بَحْرٌ ، وَلا شَجَرٌ ، وَلا حَجَرٌ ، إِلا وَهُوَ لا يَزَالُ يَدْعُو يَوْمَئِذٍ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ إِلا الثَّقَلانِ الْجِنَّ وَالإِنْسَ " .