أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، يَقُولُ : أُرْسِلَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، فَأُمِرَ أَنْ يُحَدِّثَ قَوْمَهُ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ ، وَأَنْ يَضْرِبَ لَهُنَّ أَمْثَالا ، فَأَعْجَبْنَهُ فَأَمْسَكَهُنَّ لِنَفْسِهِ ، فَقِيلَ لِعِيسَى : ائْتِ يَحْيَى ، فَأْمُرْهُ فَلْيُبَلِّغِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي أُمِرَ بِهِنَّ ، وَإِلا فَتُبَلِّغْهُنَّ أَنْتَ ، فَلَمَّا أَتَاهُ ، قَالَ : أَنَا أُبَلِّغُهُنَّ ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ : " إِنَّ مَثَلَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ مَالِهِ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِ وَأَعْتَقَهُ ، وَقَالَ : اذْهَبْ فَانْطَلِقْ ، فَأَصَابَ مَعْرُوفًا فَجَعَلَ مَعْرُوفَهُ وَنَيْلَهُ ، لِرَجُلٍ غَيْرَ الَّذِي أَعْتَقَهُ ، فَذَلِكَ مَثَلُ الشِّرْكِ بِاللَّهِ ، وَالصَّلاةُ مَثَلُهَا كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى سُلْطَانًا مَهِيبًا لا يَرْجُو أَنْ يُمَكِّنَهُ مِنَ الْكَلامِ ، فَأَتَاهُ فَأَمْكَنَهُ ، يَقُولُ : مَا شَاءَ ، فَذَلِكَ مَثَلُ الْمُصلِّي إِذَا كَانَ فِي صَلاةٍ ، يُعْطِيهِ اللَّهُ مِنْ دُعَائِهِ مَا أَحَبَّ ، وَالزَّكَاةُ مَثَلُهَا كَمَثَلِ رَجُلٍ أَخَذَهُ الْعَدُوُّ ، فَقَالَ : اقْتُلُوهُ مَا تَنْتَظِرُونَ بِهِ ؟ فَقَالَ : مَا تَصْنَعُونَ بِقَتْلِي ؟ قَالَ : بَلْ تُنَجِّمُونَ عَلَيَّ نُجُومًا ، فَأُؤَدِّي إِلَيْكُمْ ثَمَنَ رَقَبَتِي ، فَنَجَّمُوا عَلَيْهِ نُجُومًا كُلَّمَا أَدَّى نَجْمًا ، فَكَّ مِنْ رِقِّهِ حَتَّى عَتَقَ ، فَكَذَلِكَ الصَّدَقَةُ تُكَفِّرُ الْخَطَايَا ، وَمَثَلُ الصَّوْمِ كَمَثَلِ رَجُلٍ شَهِدَ الْبَأْسَ فَأَخَذَ السِّلاحَ ، حَتَّى رَأَى أَنَّهُ لَنْ يَخْلُصَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ، فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّوْمِ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ ، وَالْقُرْآنُ مَثَلُهُ كَمَثَلِ قَوْمٍ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ ، لا يَأْتِيهِمُ الْعَدُوُّ إِلا وَجَدَهُمْ حَذِرِينَ كَذَلِكَ ، مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ مِنَ الشَّيْطَانِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيًّا | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |