من اخاف اهل المدينة


تفسير

رقم الحديث : 16558

عَنْ عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ , قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا : إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، " اسْتَعْمَلَ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ عَلَى الْبَحْرَيْنِ , وَهُوَ خَالُ حَفْصَةَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , فَقَدِمَ الْجَارُودُ سَيِّدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى عُمَرَ مِنَ الْبَحْرَيْنِ , فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ قُدَامَةَ شَرِبَ فَسَكِرَ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ حَدًّا مِنْ حِدُودِ اللَّهِ , حَقًّا عَلَيَّ أَنْ أَرْفَعَهُ إِلَيْكَ , فَقَالَ عُمَرُ : " مَنْ يَشْهَدُ مَعَكَ " , قَالَ : أَبُو هُرَيْرَةَ , فَدَعَا أَبَا هُرَيْرَةَ , فَقَالَ : بِمَ أَشْهَدُ ؟ قَالَ : لَمْ أَرَهُ يَشْرَبُ , وَلَكِنِّي رَأَيْتُهُ سَكْرَانَ , فَقَالَ عُمَرُ : " لَقَدْ تَنَطَّعْتَ فِي الشَّهَادَةِ , قَالَ : ثُمَّ كَتَبَ إِلَى قُدَامَةَ أَنْ يَقْدِمَ إِلَيْهِ مِنَ الْبَحْرَيْنِ , فَقَالَ الْجَارُودُ لِعُمَرَ : أَقِمْ عَلَى هَذَا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَقَالَ عُمَرُ : " أَخَصْمٌ أَنْتَ أَمْ شَهِيدٌ ؟ " , قَالَ : بَلْ شَهِيدٌ , قَالَ : " فَقَدْ أَدَّيْتَ شَهَادَتَكَ " , قَالَ : فَقَدْ صَمَتَ الْجَارُودُ حَتَّى غَدَا عَلَى عُمَرَ , فَقَالَ : أَقِمْ عَلَى هَذَا حَدَّ اللَّهِ , فَقَالَ عُمَرُ : " مَا أَرَاكَ إِلا خَصْمًا ، وَمَا شَهِدَ مَعَكَ إِلا رَجُلٌ " , فَقَالَ الْجَارُودُ : إِنِّي أُنْشِدُكَ اللَّهَ ، فَقَالَ عُمَرُ : " لَتُمْسِكَنَّ لِسَانَكَ , أَوْ لأسُوءَنَّكَ " , فَقَالَ الْجَارُودُ : أَمَّا وَاللَّهِ مَا ذَاكَ بِالْحَقِّ أَنْ شَرِبَ ابْنُ عَمِّكَ وَتَسُوءُنِي ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : إِنْ كُنْتَ تَشُكَّ فِي شَهَادَتِنَا فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنَةِ الْوَلِيدِ فَسَلْهَا ، وَهِيَ امْرَأَةُ قُدَامَةَ , فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى هِنْدَ ابْنَةِ الْوَلِيدِ يَنْشُدُهَا , فَأَقَامَتِ الشَّهَادَةَ عَلَى زَوْجِهَا , فَقَالَ عُمَرُ لِقُدَامَةَ : " إِنِّي حَادُّكَ " , فَقَالَ : لَوْ شَرِبْتَ كَمَا يَقُولُونَ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تَجْلُدُونِي ، فَقَالَ عُمَرُ : " لِمَ ؟ " , قَالَ قُدَامَةُ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا سورة المائدة آية 93 الآيَةُ , فَقَالَ عُمَرُ : " أَخْطَأْتَ التَّأْوِيلَ , إِنَّكَ إِذَا اتَّقَيْتَ اجْتَنَبْتَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ " , قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى النَّاسِ , فَقَالَ : " مَاذَا تَرَوْنَ فِي جَلْدِ قُدَامَةَ ؟ " , قَالُوا : لا نَرَى أَنْ تَجْلِدَهُ مَا كَانَ مَرِيضًا ، فَسَكَتَ عَنْ ذَلِكَ أَيَّامًا , وَأَصْبَحَ يَوْمًا وَقَدْ عَزَمَ عَلَى جَلْدِهِ , فَقَالَ لأَصْحَابِهِ : " مَاذَا تَرَوْنَ فِي جَلْدِ قُدَامَةَ ؟ " , قَالُوا : لا نَرَى أَنْ تَجْلِدَهُ مَا كَانَ ضَعِيفًا , فَقَالَ عُمَرُ : " لأَنْ يَلْقَى اللَّهَ تَحْتَ السِّيَاطِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ وَهُوَ فِي عُنُقِي , ائْتُونِي بِسَوْطٍ تَامٍّ " , فَأَمَرَ بِقُدَامَةَ فَجُلِدَ , فَغَاضَبَ عُمَرُ قُدَامَةَ , وَهَجَرَهُ , فَحَجَّ وَقُدَامَةُ مَعَهُ مُغَاضِبًا لَهُ ، فَلَمَّا قَفَلا مِنْ حَجِّهِمَا ، وَنَزَلَ عُمَرُ بِالسُّقْيَا , نَامَ ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ , قَالَ : " عَجِّلُوا عَلَيَّ بِقُدَامَةَ فَائْتُونِي بِهِ , فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى آتٍ أَتَانِي " , فَقَالَ سَالِمْ : قُدَامَةَ فَإِنَّهُ أَخُوكَ , فَعَجِّلُوا إِلَيَّ بِهِ , فَلَمَّا أَتَوْهُ أَبَى أَنْ يَأْتِيَ ، فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ إِنْ أَبَى إِنْ يَجُرُّوهُ إِلَيْهِ , فَكَلَّمَهُ عُمَرُ , وَاسْتَغْفَرَ لَهُ , فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ صُلْحِهِمَا .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.