أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثنا نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي ضَمْرَةَ الْحِمْصِيُّ ، ثنا أَبِي ، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أَعْرِفَ صَلاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ ، فَسَأَلْتُ عَنْ لَيْلَتِهِ ، فَقِيلَ : لِمَيْمُونَةَ الْهِلالِيَّةِ ، فَأَتَيْتُهَا ، فَقُلْتُ : إِنِّي تَنَحَّيْتُ عَنِ الشَّيْخِ ، فَفَرَشَتْ لِي فِي جَانِبِ الْحُجْرَةِ ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ صَلاةَ الْعِشَاءِ الآخِرَةَ ، دَخَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَحَسَّ حِسِّي ، فَقَالَ : " يَا مَيْمُونَةُ مَنْ ضَيْفُكِ ؟ " قَالَتْ : ابْنُ عَمِّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : فَآوَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى فِرَاشِهِ ، وَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ إِلَى الْحُجْرَةِ ، فَقَلَّبَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ وَجْهَهُ ، ثُمَّ قَالَ : " نَامَتِ الْعُيُونُ ، وَغَارَتِ النُّجُومُ ، وَاللَّهُ حَيُّ قَيُّومٌ " ثُمَّ رَجَعَ إِلَى فِرَاشِهِ ، فَلَمَّا كَانَ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الآخَرِ ، خَرَجَ إِلَى الْحُجْرَةِ ، فَقَلَّبَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ وَجْهَهُ ، وَقَالَ : " نَامَتِ الْعُيُونُ ، وَغَارَتِ النُّجُومُ ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَيُّ قَيُّومٌ " ثُمَّ عَمَدَ إِلَى قِرْبَةٍ فِي نَاحِيَةِ الْحُجْرَةِ ، فَحَلَّ شِنَاقَهَا ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ وُضُوءَهُ ، ثُمَّ قَامَ إِلَى مُصَلاهُ وَكَبَّرَ ، فَقَامَ حَتَّى قُلْتُ : لَنْ يَرْكَعَ ، ثُمَّ رَكَعَ ، فَقُلْتُ : لَنْ يَرْفَعَ صُلْبَهُ ، ثُمَّ رَفَعَ صُلْبَهُ ، ثُمَّ سَجَدَ ، فَقُلْتُ : لَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ جَلَسَ ، فَقُلْتُ : لَنْ يَعُودَ ، ثُمَّ سَجَدَ ، فَقُلْتُ : لَنْ يَقُومَ ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ ، كُلُّ رَكْعَةٍ دُونَ الَّتِي قَبْلَهَا ، يَفْصِلُ فِي كُلِّ ثِنْتَيْنِ بِالتَّسْلِيمِ ، وَصَلَّى ثَلاثًا أَوْتَرَ بِهِنَّ بَعْدَ الاثْنَتَيْنِ ، وَقَامَ فِي الْوَاحِدَةِ الأُولَى ، فَلَمَّا رَكَعَ الرَّكْعَةَ الآخِرَةَ ، فَاعْتَدَلَ قَائِمًا مِنْ رُكُوعِهِ ، قَنَتَ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ بِأَنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي ، وَتَجْمَعُ بِهَا أَمْرِي ، وَتَلُمُّ بِهَا شَعَثِي ، وَتَرُدُّ بِهَا أُلْفَتِي ، وَتَحْفَظُ بِهَا عَيْبَتِي ، وَتُزَكِّي بِهَا عَمَلِي ، وَتُلْهِمُنِي بِهَا رُشْدِي ، وَتَعْصِمُنِي بِهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لا يَرْتَدُّ ، وَيَقِينًا لَيْسَ بَعْدَهُ كُفْرٌ ، وَرَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ أَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، أَسْأَلُكَ الْفَوْزَ عِنْدَ الْقَضَاءِ ، وَمَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ ، وَعَيْشَ السُّعَدَاءِ ، وَمُرَافَقَةَ الأَنْبِيَاءِ ، إِنَّكَ سُمَيْعُ الدُّعَاءِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا قَاضِيَ الأُمُورِ ، وَيَا شَافِيَ الصُّدُورِ ، كَمَا تُجِيرُ بَيْنَ الْبُحُورِ أَنْ تُجِيرَنِيَ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقُبُورِ ، وَدَعْوَةِ الثُّبُورِ ، اللَّهُمَّ مَا قَصُرَ عَنْهُ عَمَلِي ، وَلَمْ تَبْلُغْهُ مَسْأَلَتِي مِنْ خَيْرٍ وَعَدْتَهَا أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ أَنْتَ مُعْطِيهِ أَحَدًا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ فَأَسْأَلْكَاهُ ، وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ فِيهِ رَبَّ الْعَالَمِينَ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضَالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ ، سِلْمًا لأَوْلِيَائِكَ ، حَرْبًا لأَعْدَائِكَ ، نُحِبُّ بِحُبِّكَ ، وَنُعَادِي بِعَدَاوَتِكَ مَنْ خَالَفَكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ ذِي الْجَلالِ الْحَبْلِ الشَّدِيدَ الأَمْنَ يَوْمَ الْوَعِيدِ ، وَالْجَنَّةَ يَوْمَ الْخُلُودِ مَعَ الْمُقَرَّبِينَ الشُّهُودِ ، الْمُوفِينَ بِالْعُهُودِ ، إِنَّكَ رَحِيمٌ وَدُودٌ ، إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تُرِيدُ ، اللَّهُمَّ هَذَا الدُّعَاءُ ، وَعَلَيْكَ الإِجَابَةُ ، وَهَذَا الْجَهْدُ وَعَلَيْكَ التُّكْلانُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي نُورًا فِي سَمْعِي وَبَصَرِي ، وَمُخِّي ، وَعَظْمِي ، وَشَعْرِي ، وَبَشَرِي ، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي ، وَعَنْ شِمَالِي ، اللَّهُمَّ اعْطِنِي نُورًا ، وَزِدْنِي نُورًا ، وَزِدْنِي نُورًا " ثُمَّ قَالَ : " سُبْحَانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَلاقَ بِهِ ، سُبْحَانَ الَّذِي تَعَطَّفَ الْمَجْدَ وَتَكَرَّمَ بِهِ ، سُبْحَانَ مَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلا لَهُ ، سُبْحَانَ مَنْ أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ بِعِلْمِهِ ، سُبْحَانَ ذِي الْفَضْلِ وَالطَّوْلِ ، سُبْحَانَ ذِي الْمَنِّ وَالنِّعَمِ ، سُبْحَانَ ذِي الْقُدْرَةِ وَالْكَرَمِ " ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ فَرَاغُهُ مِنْ وِتْرِهِ وَقْتَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ ، فَرَكَعَ فِي مَنْزِلِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلاةَ الصُّبْحِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
أَبِيهِ | علي بن عبد الله القرشي / ولد في :40 / توفي في :118 | ثقة |
دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ | داود بن علي القرشي | ضعيف الحديث |
أَبِي | محمد بن سليمان السلمي / توفي في :181 | صدوق حسن الحديث |
نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي ضَمْرَةَ الْحِمْصِيُّ | نصر بن محمد السلمي | ضعيف الحديث |
أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ | أحمد بن إبراهيم العامري | صدوق حسن الحديث |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ | محمد بن إبراهيم القرشي / توفي في :358 | ثقة مأمون |