تفسير

رقم الحديث : 256

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ الأَطْرَابُلْسِيُّ ، إِمْلاءً فِي رَبِيعٍ الآخَرِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِجَازِيُّ ، بِحِمْصَ ، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، ثنا السَّيْبَانِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أَكْثَرُ خُطْبَتِهِ مَا يُحَدِّثُنَا عَنِ الدَّجَّالِ وَيُحَذِّرْنَاهُ ، فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، " إِنَّهَا لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ، وَأَنَا آخِرُ الأَنْبِيَاءِ ، وَأَنْتُمْ آخِرُ الأُمَمِ وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لا مَحَالَةَ ، فَإِنْ يَخْرُجْ فِيكُمْ ، وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُ كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، فَيَعِيثُ يَمِينًا وَيَعِيثُ شِمَالا ، يَا عِبَادَ اللَّهِ اثْبُتُوا ، فَإِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ : أَنَا نَبِيُّ وَلا نَبِيَّ بَعْدِي ، ثُمَّ يَبْدَأُ ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، وَلَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ ، وَيَسْتَغِثْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَكُنْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلامًا ، كَمَا كَانَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جِنَّةً شَيَاطِينَ تَتَمَثَّلُ عَلَى صُورَةِ النَّاسِ ، فَيَأْتِي الأَعْرَابِيَّ ، فَيَقُولُ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانُهُ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ ، فَيَقُولانِ لَهُ : يَا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ ، فَيَقْتُلَهَا ، ثُمَّ يُحْيِيَهَا وَلَنْ يَعُودَ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَلَنْ يَصْنَعَ ذَلِكَ بِنَفْسٍ غَيْرِهَا ، يَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا فَإِنِّي أَبْعَثُهُ الآنَ ، يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي ، فَيَبْعَثُهُ فَيَقُولُ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنْتَ عَدُوُّ اللَّهِ الدَّجَّالُ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ ، أَنْ يَقُولَ لِلأَعْرَابِيِّ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ إِبِلَكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانُهُ عَلَى صُورَةِ إِبِلِهِ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ ، وَيَأْمُرَ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالْحَيِّ فَيُكَذِّبُوهُ ، فَلا تَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلا هَلَكَتْ ، وَيَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيُصَدِّقُوهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ ، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ خَوَاصِرَ وَأَدَرَّهُ ضُرُوعًا ، وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا ، فَيَوْمٌ كَالسَّنَةِ ، وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمٌ كَالشَّهْرِ ، وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمٌ كَالْجُمُعَةِ ، وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمٌ كَالأَيَّامِ ، وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ ، وَآخِرُ أَيَّامِهِ كَالشَّرَارَةِ فِي الْجَرِيدَةِ ، يُضَحِّي الرَّجُلُ بِبَابِ الْمَدِينَةِ فَلا يَبْلُغُ بَابَهَا حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَكَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ الْقِصَارِ ؟ قَالَ : " تُقَدِّرُوا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الْقِصَارِ كَمَا تُقَدِّرُونَ فِي الأَيَّامِ الطِّوَالِ ، ثُمَّ تُصَلُّونَ ، وَإِنَّهُ لا يَبْقَى شَيْءٌ مِنَ الأَرْضِ إِلا وَطِئَهُ وَغَلَبَ عَلَيْهِ إِلا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ فَإِنَّهُ لا يَأْتِيهَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا إِلا لَقِيَهُ مَلَكٌ مُصْلَتٌ بِالسَّيْفِ ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الضَّرِيبِ الأَحْمَرِ عِنْدَ مُنْقَطَعِ السَّبَخَةِ عِنْدَ مُجْتَمَعِ السُّيُولِ ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاثَ رَجَفَاتٍ فَلا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلا مُنَافِقَةٌ إِلا خَرَجَ فَتَنْفِي الْمَدِينَةُ يَوْمَئِذٍ خَبَثَهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ، يُدْعَى ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ الْخَلاصِ " ، فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَيْنَ الْمُسْلِمُونَ ؟ قَالَ : " بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ يَخْرُجُ حَتَّى يُحَاصِرَهُمْ ، وَإِمَامُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ صَالِحٌ ، فَيُقَالُ لَهُ : صَلِّ الصُّبْحَ ، فَإِذَا كَبَّرَ وَدَخَلَ فِي الصَّلاةِ نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا رَآهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَرَفَهُ فَرَجَعَ يَمْشِي الْقَهْقَرَى لِيَتَقَدَّمَ عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : صَلِّ فَإِنَّمَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ لَكَ ، فَيُصَلِّي عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَاءَهُ ، فَيَقُولُ : افْتَحُوا الْبَابَ ، فَيَفْتَحُوهُ وَمَعَ الدَّجَّالِ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ كُلُّهُمْ ذُو سِلاحٍ وَسَيْفٍ مُحَلًّى ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فِي النَّارِ ، وَكَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ هَارِبًا ، فَيَقُولُ عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَفُوتَنِي بِهَا ، فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ الشَّرْقِيِّ ، فَيَقْتُلُهُ ، فَلا يَبْقَى شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيُّ إِلا أَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ ، لا شَجَرَةَ ، وَلا حَجَرَ ، وَلا دَابَّةَ ، إِلا قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ ، هَذَا يَهُودِيُّ فَاقْتُلْهُ ، إِلا الْغَرْقَدَةَ فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ لا تَنْطِقُ " ، قَالَ الشَّيْخُ : شَوْكٌ يَكُونُ بِنَاحِيَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، قَالَ : " وَيَكُونُ عِيسَى فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلا ، وَإِمَامًا مُقْسِطًا ، فَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَدُقُّ الصَّلِيبَ ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ، وَلا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلا بَعِيرٍ ، وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالْبَغْضَاءُ وَالتَّبَاغُضُ ، وَتُنْزَعُ حُمَةُ كُلِّ دَابَّةٍ حَتَّى تَلْقَى الْوَلِيدَةُ الأَسَدَ فَلا يَضُرُّهَا ، وَيَكُونُ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا ، وَتُمْلأُ الأَرْضُ مِنَ الإِسْلامِ ، وَيُسْلَبُ الْكُفَّارُ مُلْكَهُمْ فَلا يَكُونُ مُلْكٌ إِلا الإِسْلامَ ، وَتَكُونُ الأَرْضُ كَفَاثُورِ الْفِضَّةِ تَنْبُتُ نَبَاتَهَا كَمَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ آدَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَجْتَمِعُ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ ، فَيُشْبِعُهُمْ ، وَيَجْتَمِعُ النَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ ، وَيَكُونُ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ ، وَتَكُونُ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ

صحابي

عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ

مقبول

السَّيْبَانِيُّ

ثقة يرسل عن الصحابة

ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ

ثقة

أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِجَازِيُّ

صدوق حسن الحديث

أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ الأَطْرَابُلْسِيُّ

ثقة مأمون

Whoops, looks like something went wrong.